كتب “مارون ناصيف” في موقع “النشرة” تحت عنوان “عداد كورونا في الميدل ايست ٥ إصابات والتستّر سيّد الموقف”:
أعلنت بلديات عدة عن إصابات بفيروس كورونا ضمن نطاقها. مستشفى سيدة المعونات أعلنت عن إصابات في طاقمها التمريضي، الرهبانية اليسوعية كذلك كشفت عن إصابة عدد من الرهبان فيها، وهذا ما كان يجب أن يحصل في أيّ شركة أو مؤسسة رسمية كانت أم خاصة، دينية كانت أم مدنية، لأن ليس في الأمر عيب يجب التستّر عليه، ولأن الفيروس يمكن أن يصيب أي جسم بشري، وكونه سريع الإنتشار يجب الإعلان عن الحالات المصابة فوراً كي يأخذ الأشخاص المقربون منهم الحيطة والحذر. مصارحة الرأي العام بأعداد المصابين بالفيروس، يبدو أنها ليست موجودة لدى شركة طيران الشرق الأوسط، لأن الأخيرة لم تصدر بعد بياناً تكشف فيه عدد الإصابات في صفوفها، وكم بلغ عدد الموظفين الذين أجروا فحص الـPCR لمعرفة عدد المصابين الحقيقيين بينهم. ولم يعلن المدير العام لشركة ميدل إيست محمد الحوت شيئاً عن هذا الموضوع، ولو لم يجبره الوزير السابق إبراهيم شمس الدين بالرد على بيانه الذي كشف فيه أن نجله أصيب بعدوى من قائد طائرة في الميدل ايست، لبقي الرجل صامتاً.
على رغم صمته وتكتّمه، تكشف المعلومات ومن داخل الشركة بأن عدد الموظفين في الميدل ايست الذين تأكدت إصابتهم بالفيروس، هو خمسة أشخاص. قائد طائرة نقل الفيروس معه من ميلانو. مساعدان برتبة first officer، إضافة الى مضيفتين، واللافت في الأمر بحسب المصادر، هو أن والد أحد المصابين الخمسة يعمل في مكتب الحوت كمساعد شخصي وقد طلب منه الأخير إجراء فحص كورونا على الفور. هذا التكتم غير المبرر من قبل إدارة الميدل ايست، إنسحب أيضاً على المستشفيات التي أجرت فحص كورونا لعدد كبير من موظفي الشركة وفي هذا السياق، تكشف المعلومات أن مضيفة راجعت المستشفى لمعرفة نتيجتها بعد يوم على إجرائها الفحص، فلم تحصل عليها بداية وكان الجواب بعد تسليمها النتيجة “لقد أرسلنا تقريراً مفصلاً عن وضعكم لإدارة الميدل ايست”، وهنا يطرح السؤال، لماذا لم تبلّغ المستشفى مباشرة الموظفين بنتائج فحوصاتهم كي يأخذوا الحيطة والحذر لتجنّب نقل عدوى الفيروس لمن هو قريب منهم؟!.
في المعلومات أيضاً، هناك حوالى ١٠٠ موظف من الميدل ايست أجروا فحص الـPCR الخاص بكورونا. على رغم كل ما تقدم، لا يزال الحوت يتعاطى مع الملف على قاعدة وكأن شيئاً لم يكن.
إذاً في الميدل ايست إصابات كورونا، والأسوأ ان إدارة الشركة طلبت من الموظفين العمل ليوم واحد في الأسبوع، بعدما إعترضوا على إبقاء دوام العمل كما هو ومن يتغيب يحسم هذا الغياب من فرصه السنوية، وعندما تنتهي ايام العطلة لسنة ٢٠٢٠ يبدأ الحسم من عطلة ٢٠٢١. كل ذلك وحركة الطائرات في المطار توقّفت الى التاسع والعشرين من آذار الجاري.