ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، أشار فيها إلى أنّه “وفي ظلّ ما يشهده بلدنا من انهيار، فساد، طبقات مسحوقة، مقهورة، احتكار شامل لكلّ ما يهمّ المواطن من موادّ حيوية وأولية، من هيكل دولة يتداعى، من مشروع سلطة مهدّد وحصار دولي إقليمي يعمل بعقلية الذئاب، ويعيش على الإبادة والتجويع والترويع والحصار القاتل بمختلف أنواعه، المطلوب هو ضرورة تزخيم التواصل الوطني، وبخاصة بين الرؤساء، وهذا واجب أخلاقي وديني ووطني لإنقاذ البلد من الفراغ الدستوري، وسط أسوأ انهيار شامل يطال لبنان، وضمن مربع إقليمي ملتهب، وهذا أمر ممكن، والعين على شخصية وطنية تجمع ولا تفرّق”.
وذكر بأنّه “لا يمكن أن تقوم للبنان قائمة إلّا بالمصالح الوطنية والشراكة العابرة للطوائف والأنانية، أمّا القطيعة السياسية والاصطفافات العامودية فإنّها تضع البلد على شفير الهاوية بل في الهاوية نفسها”.
وطالب “بمبادرة حكومية صادقة، بعيداً من المواربة والمصافقة لإنقاذ الناس من ويلات أباطرة الأسواق وكارتيلات الاحتكار والاستغلال ولعبة الدمار المالي النقدي، والأمر الكارثي في هذا المجال يكمن بشلل الدولة، وانهيار قدرتها على لعب دور ضامن للناس. على أن صفر كهرباء وصفر خدمات يعني مزيداً من فلتان البلد، وهو مؤشّر خطير على الآتي، بل كارثة على مستوى الأمن، خاصة أنّ منسوب الجريمة وصل إلى حدّ لا سابق له على الإطلاق”.
وأكّد أن “أوجب الواجبات على الإطلاق هو إنقاذ العام الدراسي من الآن، لأنّ أكثر من 80 في المئة من شعبنا تحت خط الفقر، وإمكانية دفع الأقساط شبه معدومة، والحلّ يا معالي وزير التربية بإنقاذ المدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية، والإنقاذ يمرّ بتصحيح رواتب أساتذة الرسمي والجامعي، وتأمين الحدّ الأدنى لمدفوعات العام الدراسي، بخاصة أنّ أكثر من 22 في المئة من الطلاب تركوا المدارس في العام الماضي، ولا يمكن القبول بموسم دراسي كالعام الماضي، خصوصاً أنّه لم يبق من الدولة إلّا القليل من الأمن وبقية ما تبقى من القطاع التربوي”.
ولفت إلى أنّه “يجب على القوى الوطنية التداعي سريعاً لحماية المصالح السيادية للبنان، ومنها الثروة البحرية، والبلد من دون قرار سيادي، وإنقاذ بحري للثروة النفطية سيبقى في القعر”، مشيراً إلى أنّ “البلد والمنطقة تغلي والطغيان الإسرائيلي سواء باستباحة السماء اللبنانية أو بالاعتداء على سوريا أمر متعاظم، ولا بدّ من التعامل معه بطريقة موجعة، لأنّ الإسرائيلي لا يفهم إلّا لغة القوة”.
وأضاف: “العراق ضمانة إقليمية مهمة للغاية، وما يجري فيه يؤّثر على المنطقة، والمطلوب وأد الفتنة العراقية، عبر العملية السياسية والحوار العاقل، لمعرفة الصالح العام العراقي، وليس من خلال الشوارع، خصوصاً أنّ واشنطن وحلفاءها يجيدون لعبة الحرائق وتخريب الأوطان، والمطلوب من الإخوة العراقيين الخلصاء والقوى الوطنية إطفاء النار والوقوف خلف المصلحة الوطنية والنزول على حكمة سماحة المرجع السيد السيستاني حفظه الله”.
وعن مصلحة المنطقة ككل، ختم مؤكداً أنّ “أي تسوية قوية بين طهران والرياض تضع المنطقة بقلب استقرار كبير، لذلك هذه التسوية مطلوبة جداً وضرورة ماسّة للدولتين، فضلاً عن ضرورتها للمنطقة وشعوبها”.