بعد رحلة سفر دامت 20 عاما” قضيتها في الغربة .. عدت إلى وطني
كان الشوق يقتلني لاهلي و ل بلدتي الام ” تولين ” التي ترعرت فيها وتظللت تحت فيىء اشجارها .
كم كنت مشتاق لبركة المياه و الحارات القديمة و لكل حبة تراب ..لاغصان الزيتون و زقزقة العصافير و شتلة التبغ الصامدة ..
كم كنت مشتاق لسهرات جدي و وجدتي وذكريات الطفولة معهم والبيت العتيق ..
لكن شاء القدر بأن ازورهم في جبانة البلدة كم كانت مؤلمة هذه اللحظة ..
كانت الاحلام تراودني بانني ساعود إلى وطن مزدهر مشرق بالامل والحياة ..
لكني تفاجئت بما رأيته من وجع والم وعذابات يعيشها ابناء وطني ..
رايت الناس يقفون بالطوابير على محطات المحروقات ينتظرون لساعات من اجل تعبئة ليترات من البنزين تسعفهم للذهاب إلى عملهم ..
رايت الازمات تعصف بوطني ..لا إشتراكات ولا كهرباء ولا ادوية و المرضى ينازعون على ابواب المستشفيات
رايت ملامح التعب على وجوه المزارعين الذين خسروا محاصيلهم نتيجة الشح في المياه
سمعت تنهيدة الاباء القلقين على مستقبل أبنائهم وخوفهم على ضياع العام الدراسي حيث رواتب الاساتذة لم تعد تساوي بضعة دولارات و اسعار الكتب والاقساط وبدلات النقل قد تضاعفت و اصبحت بحسب سعر دولار السوق السوداء
الليرة التي نتغنى بها قد إنهارت و القدرات المعيشية قد تهاوت و الاحلام قد تبعثرت ..
رايت ابناء وطني ينتظرون على ابواب السفارات بحثا” عن سبل للهجرة ..
عدت إلى بلاد الغربة و قلبي على وطني حاملا” همومه على كفي ما رايته كان مذهلا” ..
سابذل كل جهدي لمساعدة اهالي بلدتي و منطقتي ومساندتهم والوقوف بجانبهم
وما قدمته في السر و العلن لن يكون سوى البداية ويداي ممدودتين لدعم مشاريع إنتاجية وزراعية تساهم في تطوير الإقتصاد و تمكن من الإستفادة من اليد العاملة و اهل الخبرة و الإختصاص
.
في بلدي الكثير من الكفاءات و الخيرات فلنتعاون في دول الإغتراب إلى مد يد العون للوطن ولجيشه حامي الحدود وصمام امنه و امانه ..
الوطن بحاجة لبنيه ..فلنهب لمساعدته ..
محمد الجواد علي الراعي