مقالة بقلم الأخ زياد الزين
ليس جديدا على الحالمين بثوب سياسي يظنونه من مقاسهم ليثبت الزي السياسي مطابقته لأوصاف الترهل. النطق بلغة هي الأقرب الى الأسيرية السياسية بمعناها الحقيقي ان يتم أسر البلد ومؤسساته وجعله رهانا على قياس ملامسة الأهداف الشخصية واختزال الطائفة بشخص ومن ثم خلق حالة ارباك وقلق وخوف عميق من اي مكون آخر بغية شد العصب لاستخدامها في معركة باتت كحالة المياه تكذب الغطاس. من كثرة ما تم انتاجه من دراسات واحصائيات واستطلاعات حتى خرجت الارقام من عقل التدبير والبحث عن اي مسوغ دون تفسير. ارتباطا بلغة هائجة لا مضمون واقعي فيها ، الى اي نهج تغيير في السياسة التي يجهلونها ان احسنا النوايا حيث لا بد من ترك خط لاعادة التموضع . اما وان علموا بفنها فينبغي ضرورة التمييز بين الخصم والحليف على قواعد رسم الدوائر الوطنية التي تحمي كل المكونات السياسية وبناء تحالفات ضامنة في الحد الأدنى، او الذهاب نحو الرحاب الوطني الأوسع في خلق مساحات من تحالفات مع قوى تريد اعادة رسم مشهد الوطن بخطوط من الوان تكرس الاوزان والاحجام التمثيلية الحقيقية ، والتي تتظهر بانتخابات مفتوحة رأسمالها الخطاب الوطني وصدق الانتماء الى منظومة الرؤى الوطنية غير المتقوقعة على اهداب الزواريب المذهبية. وتحمي نواة التقاطع في العناوين الكبرى والاستراتيجية ، حتى ولو سقطت في هفوات الآداء، اليومي السياسي. شرط ان لا تكون المؤسسات ثمن كل تنتيع سياسي ، وكل تغريدة صباحية تحاكي الويك أند الممزوج بالبطالة ، وان تتحول اللغة الطائفية الى أميكرون سياسي تتزايد معه ومن خلاله حالات الاصابات المرضية بالافعال وردات الأفعال، ثم يحاولون اقناع الرأي العام ؛ الذي انتفض على نضوج متقدم ؛ بانهم دائما تحت مجهر الاستهداف. وان هناك من يريد في البلد خطف طائفة بعينها وتصبح هذه المقولة الشعبوية غطاء وهميا لطرح مشروع لا مركزي سياسي واداري. هو عمليا اعلان لحالة التقسيم المبطن. واذا صدقوا برفض منطق اللجوء السياسي فكيف يتناقضون في غض النظر عن مشروع التوطين ولا يكاد يمر خطاب يلامس هذا الملف ، وكيف يتسللون الى رحاب التقسيم وهم يعرفون تماما ان حماية الوجود المسيحي لن تتم من دون حضانة وشراكة ( شركة ومحبة). الا تستأهل النماذج السورية والاردنية والعراقية وبعض المصرية ؛ قليل من البصر وعمق البصيرة. للتشتت الديمغرافي الذي سيلحقه استتباعا التشتت الثقافي والحضاري وصولا الى الخطر الوجودي، يبدو ان كل من تحالف معه هذا التيار الناشط جدا على خط الفرز والضم قد اكتشف ان في نهاية كل فهرست تسريب مصطلحات مبهمة تنسف كل ما ورد من بنود ؛ وان الشراكة في مفهومهم تميل اما الى التبعية والتسليم او للحصرية في صناعة القرار ويتحول الشريك الى مجرد آداة تنفيذ. وبعدها يأتي دور الابتزاز بالتنكر والتهرب وإيجاد صيغ طلاق حتى لو لم تكن متاحة دون ان ندخل في عدد التحالفات ومناقضتها والانقلاب عليها. ما يعنينا من كل هذه المقدمة ليس تشريح العقلية والذهنية، بل الآداء المربك الى أقصى الدرجات الذي يؤول حكما الى الباس الغير سوء ما صنعت سياساتهم وممارساتهم ليس في الحكم وحده الذي يدفع بكل الناس لصلاة الليل خوفا من جهنم ، بل بالادارة والسياسة النكدية على قاعدة نحن الحق والحقيقة ومن يعارض من الداخل ينبذ ويصبح من كوادر الماضي ويسقط من صلاحية عدة الشغل؛ اما من الخارج فلا يصنف خصما بل عدوا ومعرقلا ومغامرا ومتآمرا؛ اننا لا نرى اشكالية صعبة في التفاعل مع هكذا آداء سياسي لاننا لا نمنح هدايا ولو رمزية لأي خط غير راق في المنهجية الفكرية والسلوك السياسي اليومي العابر في كل تحالف نحو نقيضه. لن نسمح بأن يدخل طرف ثالث ويجسد نفسه حكما بين طرفي الثنائي الوطني ولا عيب ابدا في استخدام مصطلح الثنائي الشيعي ولا ضير في ان هذا التآلف والتعاون الذي ليس مطلوبا ان يتحول إلى تكامل او ذوبان قد حمى لبنان من العدو واحلامه واهدافه وآخرها سهرنا وتعبنا تجاه تحصين الموقف اللبناني ذات الصلة بالترسيم البحري حفاظا على حقوقنا في الغاز كما ربحنا المعركة في حق المياه وحق الأرض ومن الطبيعي ترجمة كل هذه الانتصارات حقوق وواجبات متوازنة لكل لبناني من أي طائفة. لا اختزال اي انتصار لصالح الطائفة الشيعية التي نفتخر ونعتز انها قدمت ما عجزت عنه دول لا نقول شرقا بل عربا وغربا. اننا ننصح من يريد استعادة التفاهمات، ان لا يضع دفاتر شروط، لقد عودتنا قساوة الايام وآلام الانتصارات المحقة لا نشوتها، اننا لا نصافح الا من كانت يده من صنع الولاء السياسي لا البلاء، الوطني. ان ما تم استعراضه من جنوح سياسي ومالي صادر عن مرجعياتنا السياسية؛ يضع المارد الوهمي في قفص الغراب ؛ ايها اللبنانيون ؛ انها ايام معدودات، ستدركون من هو رجل الوطن ومن هو ضمانة البلد.