عقدت كتلة “الوفاء للمقاومة” اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك، بعد ظهر اليوم، برئاسة النائب محمد رعد. وأعلنت في بيان على الاثر، أنها استهلت اجتماعها بـ”الوقوف إجلالا لأرواح شهداء الفاجعة الوطنية التي سببها انفجار المرفأ الذي ألحق نكبة بعاصمتنا بيروت وترك تداعياته المؤلمة على العائلات المصابة بأبنائها وبيوتها وأرزاقها، وعلى الوطن الذي يئن من أزمات متلاحقة مالية واقتصادية وصحية ومعيشية، ومع ذلك يبقى الوطن القادر دائما على النهوض وبعث الحياة فيه بإرادة المخلصين من أبنائه، وهو ما أثبتته تجارب الماضي وفي طليعتها تجربة دحر الاحتلال الصهيوني والارهاب التكفيري بالمقاومة التي تستعيد اليوم مع الجيش والشعب انتصارها المدوي في آب عام 2006 وآب 2017، فيما المقاومون على عهدهم ووعدهم لشعبهم وللشهداء بأن يبقوا العين الساهرة لحماية بلدهم والدفاع عنه”.
وأشارت الى أن “ذلك كله يتزامن مع إطلالة شهر محرم الحرام، شهر التضحية والفداء، الذي ألهم فيه الإمام الحسين المظلومين والأحرار، الثورة على الطغاة والفاسدين لإحقاق الحق والعدالة. ولئن حالت جائحة كورونا هذا العام دون إحياء ذكرى سيد الشهداء كما كان يجري في كل عام، فإن المؤمنين بنهج الإمام الحسين مدعوون للالتزام بالتوجيهات المعطاة من الجهات المعنية، لإحياء هذه المناسبة بالطرق المقررة، إذ أن اتخاذ أقصى درجات الاحتياط من الوباء الذي ينتشر بشكل خطير في لبنان هو واجب ديني ووطني يدعونا إلى الالتزام به شرعنا الحنيف وانتماؤنا إلى المدرسة الحسينية المعطاءة”.
ولفتت الى أنها “ناقشت المستجدات السياسية بما فيها استقالة الحكومة والاتصالات التي بدأت لتشكيل حكومة جديدة، وهي توجهت بالشكر إلى دولة رئيس الحكومة المستقيلة وإلى الوزراء الذين بذلوا وسعهم خلال الأشهر القليلة الماضية، فحققوا نجاحا حيث أمكن لهم، وأخفقوا في مجالات أخرى شأن حكومات سابقة”.
وأوضحت الكتلة أنها “اطلعت من رئيسها على فحوى اللقاء السياسي حول الطاولة الرئاسية الفرنسية مع الرئيس إيمانويل ماكرون، وإذ رحبت بالمسارعة الفرنسية لتفقد الأوضاع في لبنان، فإنها تعاطت بإيجابية وانفتاح ومسؤولية وطنية مع الأفكار التي جرى نقاشها”.
وأكدت أن “الأولوية الوطنية تبقى إغاثة بيروت المنكوبة، بالبحث عن المفقودين ومداواة الجرحى ومواساة ذوي الشهداء وإيواء من فقدوا مساكنهم، ومساعدة المتضررين، والعمل لإعادة الإعمار، وهذا كله لن يبلسم الجراح إذا لم يترافق مع كشف جميع الحقائق المرتبطة بهذه الفاجعة الوطنية من خلال التحقيق الوطني العادل والنزيه الذي يتطلع إليه اللبنانيون للوصول إلى محاكمة المسؤولين وإنزال أشد العقوبات بحقهم مهما علا شأنهم سياسيا وأمنيا وقضائيا وإداريا”، مشددة على أنها “ستتابع هذا الملف بالطرق القانونية، وصولا الى تحديد المسؤوليات”.
ورأت أن “مسارعة قناصي الفرص إلى الاستثمار الرخيص للأوجاع الوطنية، في سياق تحقيق أهدافهم السياسية على حساب سيادة البلد ومناعته هو دليل إضافي على مدى ارتهان هؤلاء لمشاريع خارجية، ففي لحظة يحتاج فيها بلدنا إلى اعلى درجات التضامن الوطني، حاولت جهات سياسية وإعلامية مكشوفة الأهداف دفع البلد إلى فوضى أمنية ودستورية وإحداث فراغ في مؤسسات الدولة والتنكر لأصل وجودها ولمسؤولياتها وإثخان بيروت بمزيد من الجراح من خلال تخريب ما سلم من الانفجار وكأنه لم يكف العاصمة ما أصابها، وممارسة الكيد والتضليل والتحريض وغير ذلك مما اعتادت عليه هذه الجهات عند كل أزمة وطنية، دون أن تحصد منه سوى الفشل والخيبة وافتضاح دورها التخريبي”.
وحيت الكتلة “جمهور المقاومة على صبره وتحمله للاستفزازات السياسية والإعلامية النافرة، والإساءة إلى رموزه الدينية والوطنية، وعلى عدم انجراره إلى المكائد التي تنصب لبلدنا. إن هذا الصبر ينم عن ثقافة وطنية عالية وحرص على السلم الأهلي، وهو دليل قوة ووعي في مواجهة ثقافة السباب والفتنة والتدمير والفوضى التي لا تداوي جريحا ولا تعيد مهجرا ولا تعوض متضرر ولا تسهم في بناء بلد، وبالتأكيد لن يجني أصحابها أي مكسب سياسي”.
ودعت إلى “الإسراع في تشكيل حكومة قادرة وفعالة وعلى قدر المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقها لتقوم بواجباتها، خصوصا في ظل حاجة لبنان إلى معالجة الآثار المترتبة عن الانفجار والنهوض من أزمته المالية والاقتصادية”.