فتك فيروس كورونا باللبنانيين في ساحل العاج، ففاق عدد ضحاياه أشخاص عشرة، بينما بات عدد اللبنانيين المصابين به بالمئات. وهذا في بلد يعاني من نقص حاد في الطبابة والاستشفاء.
قلق جنوبيوقد عمّ القلق في الجنوب اللبناني ولا سيما في صور، على أقاربهم اللبنانيين في تلك الدولة الافريقية التي تحتضن عشرات آلاف الجنوبيين، بعد ارتفاع عدّاد الوفيات بالوباء. في وقت تزايد عدد الإصابات بين الوافدين منهم إلى لبنان، في منطقة صور.
يعيش في ساحل العاج زهاء أربعين ألف لبناني، غالبيتهم من الجنوب. وسجل هناك وفاة سبعة لبنانيين في أسبوع واحد، وكان آخرهم أمس المواطن رفعت زريق 56 عاما من بلدة سيناي الجنوبية. وتأكدت وفاة عدد منهم بوباء كورونا وجرى دفن معظمهم في أبيدجان عاصمة ساحل العاج، بعدما صاروا جزءاً منها، نتيجة هجرة أجدادهم وآبائهم القديمة.
فوضى الجاليات الكبرى
وعلى الرغم من حجم صدى ما يحصل في ساحل العاج بخصوص وفاة وإصابة لبنانيين بكثرة، قلل مصدر ديبلوماسي لـ”المدن” من خطورة الوضع الصحي في ساحل العاج. واعتبر أن ما يحصل في هذا البلد الذي تقيم فيه أكبر جالية لبنانية في إفريقيا، لا يختلف عن أي بلد أجنبي آخر يعيش فيه اللبنانيون بأعداد كثيفة.
فالإصابات تسجل بين اللبنانيين في دول العالم كلها التي تقيم فيها جاليات لبنانية كبيرة، مثل البرازيل وفرنسا وأميركا وألمانيا. لكن المصدر الديبلوماسي اللبناني، شكا من الفوضى التي يرتكبها اللبنانيون في حياتهم اليومية، وعدم اكتراثهم بالتحذيرات والإرشادات التي تعممها وزارة الصحة العاجية وخلية الأزمة اللبنانية التي تشكلت من السفارة اللبنانية في ساحل العاج وأطباء وجمعيات اجتماعية وإنسانية.
شهادة طبيب لبناني
ويؤكد عدد من أفراد الجالية اللبنانية أن الخدمات الصحية العاجية تتحسن، بالتعاون مع الدولة الفرنسية وفرق طبية صينية حضرت إلى ساحل العاج للمساعدة في مكافحة وباء كورونا.
وتواصلت “المدن” مع الطبيب محمد بدر الدين المقيم في أبيدجان منذ العام 1975 ويتابع علاج مرضى مصابين بكورونا من لبنانيين وغير لبنانيين. ووفقه ليس الوضع الصحي خطيراً، لكنه قلق بفعل ارتفاع عدد الوفيات والمصابين في المدة الأخيرة. ويضيف: “أنا شخصيا أعالج 12 مريضاً، وغالبيتهم يتماثل للشفاء بعدما قدمت لهم أدوية مضادات حيوية. وهم ليسوا بحاجة إلى دخول المستشفى”. لكن الطبيب اللبناني يشدد على أن مواجهة الوباء تتمثل بالتقيد بالارشادات الصحية والطبية والالتزام بالشروط التي تمنع الإصابة والعدوى في آن معاً، مشيداً بالأداء الصحي العاجي .
ووفق معلومات “المدن”، انتقلت عدوى كورونا إلى أبيدجان من أحد اللبنانيين منذ شهرين. وما ساعد في انتشار العدوى بين اللبنانيين عدم التزامهم بالإرشادات الصحية والتقليل من شأن كورونا. فحتى لو شك أحدهم بإصابته لا يلجأ إلى استشارة طبيب، ويعيش حياته بشكل طبيعي ويرتاد المقاهي ويداوم على زيارة أقاربه ومعارفه. فليس تفصيلاً أن العدوى انتقلت بشكل كبير في المقاهي التي تقدم خدمات النرجيلة التي يرتادها اللبنانيون بكثرة.
وفي سياق متصل بانتشار كورونا بين اللبنانيين في الدولة الإفريقية، للمرة الأولى منذ انتشار وباء الكورونا، وصل قبل أيام إلى عاصمة سيراليون (فريتاون) فريق طبي لبناني مؤلف من سبعة أفراد، من بينهم أربعة أطباء للمساعدة في مواجهة وباء كورونا في هذه الدولة، التي يقيم فيها حوالى خمسة عشرة الف لبناني. وذلك بحسب رئيس لجنة الطوارىء اللبنانية في سيراليون هاشم هاشم، الذي أكد أن هذه المبادرة هي عربون وفاء تجاه دولة سيراليون وشعبها.
المدن