جويل بو يونس – الديار
هل فعلا سيشهد الاسبوع الحالي مساعي جديدة تؤشر الى حلحلة قريبة تفضي الى عودة المسار الحكومي الى طبيعته ومعه عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد بعدما تعطل بسبب اصرار الثنائي الشيعي على تنحية البيطار وزادت عقدة تصريحات وزير الاعلام جورج قرداحي الطين بلة؟
اسئلة مشروعة بعد سيل المعلومات التي انتشرت في بعض الاعلام عن مبادرة قريبة لرئيس مجلس النواب ولا سيما بعد الزيارة الشهيرة التي قام بها قرداحي الى عين التينة.
يومذاك اعلن صراحة وزير الاعلام انه جاهز ما ان تتوافر الضمانات التي طلبها من البطريرك الراعي للاستقالة مستغربا كيف ان المسألة والمشكلة صورت على انها ازمة الوزير قرداحي.
عندما خرج وزير الاعلام بتصريحه هذا، استغرب كثر كيف يعلن قرداحي من على منبر عين التينة انه لم يناقش مع الرئيس بري موضوع الاستقالة بل تطرق البحث الى قانون الاعلام، صحيح ان كلام قرداحي يبدو للوهلة الاولى مستغربا فكيف لوزير بات حديث وازمة البلد مع الخليج بحسب توصيف البعض يلتقي الرئيس بري ويبحث معه مواضيع لا تصب في ايجاد الحل للازمة اللبنانية المستجدة مع دول الخليج، لكن مصادر مطلعة على جو لقاء عين التينة اكدت للديار ان قرداحي لم يسمع من بري اي دعوة او طلب للاستقالة مشيرة الى ان رئيس البرلمان لم يفاتح اصلا وزير الاعلام بهذا الموضوع.
وفي هذا السياق تكشف اوساط بارزة وموثوق بها في الثنائي الشيعي للديار ان كل ما يحكى عن مبادرة للرئيس بري تبدأ بزيارة يقوم بها الى بكركي غير صحيح، جازمة انه حتى اللحظة لا زيارة مقررة لرئيس مجلس النواب الى بكركي.
هذه التأكيدات تقاطعت مع ما قالته اوساط مطلعة على جو بكركي عبر «الديار»: «لا علم لنا باي زيارة للرئيس بري حتى اللحظة الى بكركي».
اكثر من ذلك تشرح مصادر موثوق بها انه لو كانت هناك مبادرة ما لرئيس البرلمان لكان فاتح وزير الاعلام بوجوب الاستقالة تمهيدا لزيارة بكركي على قاعدة «بيعني ياها» بدي اطلع عند البطريرك ، الا ان اي شيء لم يحصل.
وتضيف المصادر لو اراد بري فعلا استقالة قرداحي لكان التقى «صديقه العزيز» رئيس تيار المردة سليمان فرنجية طالبا منه التدخل.
ما يؤكد كل هذه المعلومات هو عظة البطريرك الراعي امس والتي اتت عالية السقف فتناولت الثنائي الشيعي عندما قالها غبطته صراحة: لا يحق لاي فريق فرض ارادته على اللبنانيين وضرب علاقات لبنان مع العالم وشل القضاء وتعطيل الحكومة، وهنا ترى المصادر انه لو كان هناك فعلا اتجاها لزيارة للرئيس بري الى بكركي وغداء مع الراعي فانضمام وزير الاعلام كما روج البعض لما كان البطريرك قد أعلى سقف عظته. وهنا تعلق المصادر بالقول: يبدو ان عظة البطريرك العالية السقف نتجت من ان ما كان موعودا به لجهة معالجة مسألة الوزير قرداحي لم يحصل! وتشدد المصادر على ان الخرق يصبح ممكنا عندما تبرز اشارة تتمثل بزيارة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى عين التينة بعدما حكي عن احتمال ان يزور فرنجية بري الاسبوع الحالي، فعندما تحصل الزيارة بحسب المصادر عندئذ يمكن البناء عليها لنقول ان شيئا ما يطبخ.
صحيح ان استقالة قرداحي التي بات البعض يصورها على انها قضية لبنان وسبب مشاكله جزء كبير من المشكلة ولا سيما الحكومية منها، لكن اساس المشكلة ليس هنا انما في العدلية وتحديدا بمطالبة الثنائي الشيعي بتنحية المحقق العدلي طارق البيطار وعليه تقول المصادر ان عودة مجلس الوزراء، الى العمل تتطلب حل مشكلة البيطار قبل استقالة قرداحي.
وبالانتظار، تؤكد اوساط متابعة للدياران لا شيء ملموسا بعد معتبرة ان كلام وزير الخارجية السعودية كان واضحا امس ويشير الى ان الموضوع تخطى استقالة قرداحي.
اما عن الضمانات التي طلبها قرداحي لتأمين استقالته، فتشير الاوساط الى ان ما يشدد عليه وزير الاعلام هو ان يضمن ان استقالته تحل فعلا المشكلة ولا تؤدي الى المطالبة باستقالة جديدة وتدفع الى العودة عن الاجراءات الخليجية التي اتخذها بعض دول الخليج حيال لبنان.
وعليه، فلا جديد ملموسا يبنى عليه تؤكد مصادر موثوق بها لـ»الديار» والتعويل سيكون على الحراك الخارجي من والى لبنان اي عبر الزيارة المرتقبة للموفد القطري الى بيروت وكذلك الزيارات المتوقعة لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الخارج ولا سيما الى مصر في الايام القليلة المقبلة كما الى بعض الدول الاوروبية وفي مقدمها روما التي يزورها بحسب معلومات الديار في 25 الحالي للقاء البابا ومسؤولين.