نظمت اللجنة المشتركة في المكتب التربوي لحركة أمل في إقليم جبل عامل والتعبئة التربوية لحزب الله في منطقة الجنوب الأولى، لقاء تربوياً جامعاً في قاعة بلدية برج الشمالي تحت عنوان “التحديات التربوية وسبل المواجهة” تحديداً التحديات على الساحة التربوية في ظل الأزمة الاقتصادية والصحية لحشد جهود مختلف الجهات المعنية، وإيجاد حلول تساعد في تخطي المرحلة، وتساهم في تحقيق نهوض المؤسسات التربوية سيما الرسمية منها، وذلك بحضور عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي خريس، عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الشيخ حسن عز الدين، المسؤول التنظيمي لإقليم جبل عامل الحاج علي اسماعيل، رئيس المنطقة التربوية في الجنوب الأستاذ باسم عباس، رئيس دائرة التعليم الأساسي في وزارة التربية والتعليم العالي الأستاذ هادي زلزلي، إلى جانب أعضاء من إقليم جبل عامل ومنطقة الجنوب الأولى، ورؤساء اتحادات البلديات صور والقلعة وبنت جبيل وجبل عامل، ورؤساء روابط التعليم الاساسي والثانوي.
افتتح اللقاء بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم والنشيد الوطني اللبناني، بعدها قدم اللقاء مسؤول التعبئة التربوية في المنطقة الأولى الحاج حيدر مواسي شارحاً الاهداف الرئيسة لهذا اللقاء والسبل الكفيلة لمعالجة التحديات التربوية الراهنة.
ومن ثم تحدث المسؤول التربوي لإقليم جبل عامل الحاج حسين عواركة، داعيا السادة الحضور كل من موقعه المساعدة لمواجهة التحديات التربوية، مشيدا بالنقلة النوعية للتعليم الرسمي في الجنوب، مشدداً على ضرورة تشكيل لجنة لمتابعة التوصيات الصادرة عن هذا اللقاء انطلاقا من مقولة الامام الصدر “نحن في خدمة الناس ولسنا أوصياء عليهم”.
ثم كانت مداخله لمسؤول العمل البلدي لحزب الله في المنطقة الأولى الحاج علي الزين الذي شدد على أن التربية هي أهم فرصه على المستوى البشرية، فهي عملية بناء وإعداد الإنسان كما قال الإمام الصدر ”نحن في لبنان البلد الذي رصيده الأول والأخير هو إنسانه، وأفضل ما يمكن أن تستثمر به هو في المدارس عامة والمدارس الرسمية خاصة”، كونها تشكل حاضنة لكل الشرائح الاجتماعية خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية والصحية الخانقة، مشدداً على أبرز الإيجابيات التي تحققها مشاريع نهوض التعليم، مشيرا إلى الاستعداد للتعاون والتنسيق لتخطي كل الصعوبات.
بعدها تحدث رئيس المنطقة التربوية في الجنوب الاستاذ باسم عباس، فأشار إلى عثرات انهاض التعليم الرسمي الذي يرتبط بالإصلاح والإنماء الذي لا يمكن أن يتم إذا كان صاحب القرار لا يتمتع بالوعي والجرأة والقدرة على التحمل، وإذا لم يكن لديه رؤية مستقبلية، فلا إصلاح دون المواطنة، لافتاً إلى أن إنهاض التعليم الرسمي مقدمة لإنماء لبنان اقتصادياً واجتماعياً، وذلك يستدعي استراتيجيات تقوية التعليم بجميع مراحله ومواجهة تحدياته.
ومن ثم كانت مداخله للنائب الشيخ حسن عز الدين الذي استهلها بالثناء على ورقة الخطة المشتركة المعدة، مشيرا إلى أن آثار الأزمة الصحية والاقتصادية رسخت أزمة تربوية في القطاع العام والخاص، وأن عملية التعليم تتطلب وجود بنية تحتيه تتلاءم مع الواقع الصحي والاقتصادي الراهن.
وفي الشأن السياسي، رأى النائب عز الدين أننا أمام المرحلة الأهم والأكثر تأثيراً في الوضع السياسي القائم بعدما تم تكليف الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة، لأن التحديات والتهديدات كبيرة، ولكن نستطيع أن نحولهما إلى فرص نستطيع الاستفادة منها، معتبراً انه لا يمكن ان نخرج من هذه التحديات إلاّ بأن يكون التفاهم الداخلي شاملاً لجميع القوى السياسية، بمعنى عدم إقصاء أي من الأطراف السياسية، مما يزيد من منسوب الوفاق الوطني الذي يوصل إلى تجاوز صغائر الأمور لأجل المصالح الوطنية العليا، وهذا يقتضي منا جميعاً أن نسير باتجاه حكومة لا تغيّب أحداً ولا تستبعد فريقاً عن هذا التشكيل، ما يؤمن تفاهماً شاملاً، وهذا يقتضي أيضاً حكومة فاعلة ومنتجة وسريعة التأثير في استعادة ثقة الناس بالدولة ومؤسساتها.
بعدها أكّد النائب علي خريس في كلمة له أن كتلة التنمية والتحرير وافقت على تكليف الرئيس سعد الحريري لأنها تريد وطناً يتخطى هذه الأزمة الخطيرة التي يعيشها، متمنياً تشكيل حكومة إنقاذية فاعلة بأسرع وقت ممكن، وأن تنال ثقة المجتمع اللبناني، قائلاً: “على مستوى الثنائي الشيعي ندعم الحكومة الإنقاذية وعليها أن تباشر العمل الإصلاحي فورا”، متسائلاً أين وزارة التربية من الموازنات العامة؟ آملاً أن يكون وزير التربية المقبل مثل رئيس المنطقة التربوية في الجنوب باسم عباس الذي يتمتع برؤية تربوية ليس فقط مرحلية بل مستقبلية أيضاً، لافتاً الى أنه خلال السنوات الأخيرة، حققت المدارس الرسمية انجازات وبعضها تغلب على المدارس الخاصة بنتائجها في الامتحانات الرسمية، متمنياً السعي الى تنفيذ ما ورد في الورقة الإصلاحية في المجال التربوي التي قدمها عباس، مؤكداً أنهم كنواب في كتلة التنمية والتحرير سيقفون الى جانبهم في المتابعة اليومية حتى تنفيذ هذه الورقة.
وتطرق النائب خريس إلى الصعوبات في ظل وباء فيروس كورونا، مؤكدا أن المدارس بحاجة الى خطة استراتيجية من أجل الاستمرار دون عوائق، لا سيما وأنه بحسب المعطيات قد يستمر هذا الوباء الى سنوات، قائلاً: نحن بدأنا بإدخال الطلاب الى المدارس، ولكن هناك ضغوطات على المدارس الرسمية، منها ما يتعلق بموضوع التباعد والتعليم عن بُعد والصعوبات التي تتضمنها، عدا عن الاستعداد الشخصي للطالب ومدى تقبل الأهالي لإرسال أولادهم، بالإضافة الى الكثير من المسائل العالقة.
اختتم اللقاء بمداخلات لرؤساء الروابط والفاعليات التربوية المشاركة.