فادي عيد
ينقل وفق المعلومات التي تشير إليها أوساط سياسية متابعة لما حصل في الآونة الأخيرة على خط بعبدا ـ السراي، بأن الأمور لا تشي بأي تقدّم، أو هناك حكومة جديدة، وكل ما حصل إنما يدخل في إطار المناورات السياسية لكل طرف، واستطلاع الأجواء من قبل الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، بدليل التصعيد السياسي الذي بدأه رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، وحيث تصبّ المؤشرات في خانة رفع منسوبه، وباتجاهات قد ترتدي دلالات على المرحلة المقبلة، أي إمّا حقبة ما بعد عهد عون، أو الفراغ الرئاسي، وبمعنى أوضح فإن باسيل، أكد لفريقه السياسي ولقادة «التيار البرتقالي» عدم قبوله بالإستسلام وانتخاب رئيس الجمهورية العتيد دون موافقته أو التفاهم معه، أو تسليم قصر بعبدا لحكومة مستقيلة، وعلى هذه الخلفية سيخوض معاركه مع كل الأطراف، وتحديداً مع الرئيس المكلّف، وصولاً إلى صعوبة، وحتى استحالة تفاهمه مع رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية.
وينقل في هذا الإطار، بأن البعض من المقرّبين من الطرفين حاول القيام بمبادرة من أجل جمعهما مجدّداً للتفاهم حول الإستحقاق الرئاسي، وبصراحة من قبلهما، إلاّ أن الأمور عادت إلى المربع الأول نظراً لسقف الشروط العالي الذي يطالب به باسيل، وحيث يصبّ في إعطائه ضمانات سياسية وحكومية، أي أن يكون له حصة وازنة في الحكومة وفي التعيينات الإدارية وسواهما، إلى أمور أخرى تتناول أكثر من ملف لا يقبل رئيس «التيار الوطني» المسّ به، وإلاّ لديه القدرة، كما تشير أوساطه، على التعطيل، بما في ذلك من خلال آليات قانونية يجري العمل عليها حالياً في دوائر قصر بعبدا من قبل قانونيين ومشرّعين، بمعنى عدم تسليم مقاليد السلطة لحكومة مستقيلة، لأن الأمر مختلف بينها وبين حكومة تصريف الأعمال، على اعتبار أن استقالتها حصلت قبل تكليف ميقاتي بتشكيل الحكومة الجديدة، وفي المحصلة فالحلول بالنسبة إليهم واضحة، أي أن يشكّل ميقاتي حكومةً جديدة، وأن يختار باسيل وزراءه، وإلاّ ليس هناك من أي تفاوض أو قبول بالواقع الحالي لاستفراده من خلال حكومة تصريف الأعمال بعد انتهاء ولاية الرئيس عون.
وعلى هذه الخلفية، فإن رئيس «التيار الوطني الحر» يقوم بتقييم ودراسة كلّ الأمور كي لا يقع في المحظور، وثمة معلومات تؤشّر إلى أنه يعدّ أكثر من مفاجأة، ولديه خيارات عديدة قادر من خلالها على مواجهة ميقاتي و»القوات اللبنانية»، بحسب أوساطه، التي تشكل المنافس الأبرز، إذ يدرك «التيار» وسواه بأن «القوات» تملك جزءا كبيرا من التمثيل المسيحي وفق الأرقام التي حازت عليها في الإنتخابات النيابية الأخيرة.
وأخيراً، وحيال هذه الأجواء والسيناريوهات التي تُحضَّر لمواجهة ما سيترتّب على البلد في حال لم تحصل الإنتخابات الرئاسية، وعندها تكون اللعبة مفتوحة على أكثر من مؤشّر خطير سيؤدي إلى مزيد من الإنقسام السياسي، وفي الوقت عينه سيفاقم من المشكلات الإقتصادية البالغة الخطورة أيضاً، والسؤال، هل يتحمل أيّ طرف مغبة الإقدام على السعي لتأمين مصالحه والبلد ينهار يوماً بعد يوم؟
المصدر: الديار