يبدو أنّ “ثورة الجياع” بدأت في طرابلس ولن تنتهي، وهذا بالفعل ما تنقله الصورة عن الأهالي الذين خرجوا الى الشارع، ليؤكّدوا على أنّه لم يعد بمقدورهم تأمين لقمة العيش، كون الغالبية العظمى من ابناء المدينة يعتاشون على عملهم اليومي، فكيف الحال مع إقفال دام لأكثر من أسبوعين ومُدّد، من دون مراعاة الناس والأوضاع الاقتصادية المنهارة.
شيّع الشارع الطرابلسي أمس الشاب عمر طيبة، الذي سقط إثر الاشتباكات العنيفة التي اندلعت في اليوم الثالث من الاحتجاجات الشعبية، والتي انطلقت رفضاً للتمديد للاقفال، في التبانة جامع الغرباء، بالقرب من دوار ابو علي. وإثر التشييع، نفّذ المعتصمون وقفات احتجاجية أمام منازل النواب في طرابلس، فتجمّعوا أمام منزل النائب فيصل كرامي وأطلقوا «الهتافات المندّدة بسياسته الفاسدة، والتي لم تلحق بالمدينة سوى التدهور الذي آلت اليه أوضاعهم الاقتصادية». ووضع الجيش اللبناني حواجز أمام منازل النواب لمنع الثوار من الوصول الى المداخل، لكن ما جرى أنّ عدداً منهم توجّه فجأة نحو منزل النائب سمير الجسر في منطقة المعرض، وعمد الى تكسير المدخل والقاء النفايات فيه، مطلقاً هتافات تطالبه بالاستقالة، بعدها حضرت قوة من الجيش وطالبتهم بالابتعاد عن المدخل والوقوف عند الرصيف المقابل، حيث عمد الثوار الى اضرام النيران في مستوعب للنفايات أمام منزله.

ثمّ إنتقل المعتصمون الى ساحة النور، حيث بدأ اعتصامهم أمام سراي طرابلس وراحوا يرشقونها بالحجارة، فعمدت القوى الأمنية الى اطلاق القنابل المسيلة للدموع بكثافة، بهدف تفريقهم، ما أدّى الى سقوط عدد من الجرحى، فيما استمرت عمليات الكرّ والفرّ.
من جانبها، اعلنت قوى الامن عبر حسابها على «تويتر»، عن «سقوط قنبلة يدوية حربية داخل باحة سراي طرابلس، نتج منها جرح احد العناصر واصابته طفيفة».
وليلاً، إمتدّ حريق في المحكمة السنّية الشرعية في طرابلس، من الطابق الارضي الى الطابق الاول، جراء القاء قنبلة مولوتوف من قِبل المحتجين.
ثم إنتقل المحتجون الى بلدية طرابلس ورشقوها بقنابل «المولوتوف»، ما أدّى الى اندلاع حريق كبير فيها. وعمدوا بعدها الى إقتحام جامعة العزم بعد خلع بابها الرئيسي.
الى ذلك، إفادت غرفة العمليات في جهاز الطوارئ والإغاثة، أنّ 8 فرق إسعافية عملت في ساحة النور ومحيطها على إسعاف الجرحى.
بقاعاً
وفي سياق متصل، قطع محتجون طريق شتورا المصنع الدولية عند مفرق المرج بر الياس تضامناً مع طرابلس.
الجنوب
على خط آخر، انطلق عدد من اهالي مدينة صيدا بمسيرة راجلة جابت شوارع المدينة وداخل صيدا القديمة، وردّدوا هتافات تدعو الى تضامن مع طرابلس وللنزول الى الشارع رفضاً للواقع المعيشي والاقتصادي المتردي وتفلّت سعر الدولار وتداعيات التعبئة واستمرار الاقفال بسبب جائحة كورونا.
وزارة الداخلية
في السياق نفسه، تجمّع محتجّون أمام وزارة الداخلية والبلديات في محلة الصنائع وردّدوا هتافات مندّدة بما حصل في طرابلس أمس، وبتردي الوضع المعيشي وارتفاع صرف الدولار.
وتجمّع عدد من المحتجين أمام منزل وزير الداخلية محمد فهمي، احتجاجاً على الاوضاع المعيشية المتردية، وعدم توزيع مساعدات للمواطنين خلال الإقفال.
توازياً، سُجّلت وقفة احتجاجية أمام منزل وزيرة الدفاع في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر.
رياض الصلح
في المقابل، تجمّع أنصار الحزب الشيوعي أمام السرايا الحكومية في ساحة رياض الصلح، مردّدين شعارات تحمّل الحكومة مسؤولية ما آلت اليه الامور على صعيد الملفات كافة.
من جانبهم، حاول محتجون إقفال أوتوستراد الدورة بحاويات النفايات لكنهم انسحبوا بعد وصول الجيش، فيما قطع محتّجون اتوستراد ذوق مصبح بالسيارات ليلاً.
الجمهورية