شهد الجنوب يوم أمس جولة جديدة من التصعيد، ترافقت مع إنذارات وإخلاء منازل، في ظل أجواء من القلق والتوتر أعادت إلى أذهان الجنوبيين شبح الحرب والتهجير.

جاء هذا التصعيد عقب رسالة وجهها *حزب الله* إلى الرؤساء الثلاثة، أكد فيها رفضه القاطع لأي شكل من أشكال التفاوض المباشر مع العدو، وتمسكه بحق مقاومة الاحتلال ورفضه تسليم سلاحه.

وفي رد مباشر بالنار، حاول العدو إيصال رسائل ضغط، مستهدفًا موقعًا قرب *ثكنة الجيش اللبناني* في *كفردونين*، بالتزامن مع انعقاد جلسة الحكومة اللبنانية. ويُفهم هذا التصعيد كرسالة واضحة للمؤسسة العسكرية بعد تلقيها توجيهات من *رئيس الجمهورية* بالرد على أي خرق إسرائيلي.

تلا ذلك موقف أميركي من وزارة الخارجية أعاد طرح مطلب نزع سلاح حزب الله، في تناغم واضح مع التصعيد الميداني، ما يعكس خطة ضغط شاملة.

*ما الذي يريده العدو؟*

الهدف الواضح هو دفع لبنان نحو الرضوخ لشروط أمنية إسرائيلية تبدأ من نزع سلاح المقاومة ، ولا تنتهي عند استبدال *اليونيفيل* بقوات دولية برعاية أميركية، ما يجعل لبنان رهينة للضغوط والابتزاز المستمر.

لكن المقاومة، كما أوضحت رسالتها، ترفض هذا المسار بشكل قاطع، متمسكة بثوابتها وحقها المشروع في الدفاع عن السيادة.

*فما الحل؟*
يبدو أن لبنان يسير اليوم في سياسة *شراء الوقت*، بانتظار تبلور المساعي الدبلوماسية وتكثيف أي مبادرة عربية قد تساعد في تهدئة الأوضاع. في الموازاة، يترقب الجميع ما قد ينتج عن المسار الأميركي – الإيراني، إذ إن أي انفراجة فيه قد تنعكس إيجابًا على الوضع في لبنان.

By jaber79

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *