أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أننا في حزب الله نعمل من أجل أن تنجح الحكومة في عملها، وكنّا ولا نزال منفتحين على كل المعالجات التي تؤدي إلى إعادة ضخ الحياة لجلسات مجلس الوزراء، ونحن نعبّر دائماً عن تأييدنا وتشجيعنا لقيام الوزراء بمهامهم، ولعمل اللجان الوزارية، وإعداد الملفات والأوراق، ولكن أيضاً نريد للحكومة مجتمعة أن تعمل، وهناك طريق واضح أمام القيمين عليها يستطيعون سلوكه، وفي أيديهم معالجات يستطيعون اللجوء إليها للخروج من أزمة عدم اجتماعها، لا سيما وأن أسباب عدم اجتماعها باتت معروفة.
كلام النائب فضل الله جاء خلال رعايته حفل إطلاق حملة “أخضر على الحدود” للعام الخامس، والتي أطلقتها مديرية العمل البلدي في حزب الله في المنطقة الأولى وجمعية أخضر بلا حدود، وذلك في باحة المركز الثقافي لبلدية شقراء ودوبيه، بحضور رؤساء بلديات ومخاتير، وممثلين عن عدد من الجمعيات الأهلية والكشفية، وجمع من الأهالي.
وقال النائب فضل الله نطلق هذه الحملة لنؤكد أن المقاومة التي زرعت أغلى الرجال في هذه الأرض، تمد يدها لتزرع الأرض أخضراً على الحدود، وحيث تصل يدها لتمحو كل يباس، فالمقاومة بهيئاتها وجمعياتها مع البلديات واتحاد البلديات، تقوم بهذا الدور في إطار عمل شريف وطني، لأن الاخضرار في بلدنا يواجه هذا اليباس الذي بات يسيطر على مساحة واسعة من التفكير والعمل والأرض والاقتصاد والمالية، وعليه، فإننا نريد من خلال هذا الزرع والاخضرار أن نمحو المشهد اليابس الذي يراه الكثيرون، وكل ذلك من أجل أن نحافظ على أرضنا وبيئتنا وأحراجنا رغم كل ما يصيبها سنوياً من حرائق، وقد رأينا أن المجتمع الأهلي والمؤسسات الأهلية الحقيقية التي هدفها خدمة الناس وليس كالجمعيات التي تفرّخ في لبنان بأدوات خارجية، كيف سارعت إلى إطفاء الحرائق، وقدمت تضحيات من أجل أن يبقى هذا الاخضرار رغم قلة الإمكانات الرسمية، وإن شاء الله من خلال هذا المشروع نعيد الأخضر ليس فقط على الحدود، وإنما حيث امتد حريق أو يد مخربة لهذه الأشجار.
وأضاف: لدينا في لبنان مشكلة جوهرية في بناء الاقتصاد، لأنه للأسف على مدى عقود من الزمن، بني الاقتصاد اللبناني على ما عُرف بالريع، وأهملت الزراعة والصناعة، وبالتالي فإن جزءًا من الانهيار الذي أصاب لبنان سببه النهج الاقتصادي الخاطئ الذي أصر القيمون عليه على امتداد عقود من الزمن، على رهن البلد لهذا النهج من دون إعطاء فرصة حقيقية للانتاج، وعليه، فإننا معنيون اليوم أن نبني اقتصاداً قائماً على الانتاج، لا أن نستورد كل شيء من الخارج، وأن لا ننتج شيئاً في الداخل، ولذلك نريد اليوم أن ننهض بالقطاع الزراعي لنصل إلى مستوى عال من تأمين حاجياتنا في لبنان ومن التصدير إلى الخارج، وأن لا نبقى مرهونين لسعر الصرف، وهو ما يؤدي إلى بقاء الأسعار مرتفعة.
وقال: منذ أن أعلن سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إطلاق مشروع الجهاد الزراعي والصناعي، رأينا نهوضاً محلياً لهذا القطاع، ولا نتحدث عن النهوض الرسمي، لأن موازنة وزارة الزراعة ما زالت على النهج القديم نفسه، وإنما نتحدث عن نهوض من خلال المجتمع الأهلي والمؤسسات المعنية بهذا القطاع، وبالأخص مؤسسة جهاد البناء التي يقع عليها العبء الأكبر في العمل الزراعي، وهي اليوم تقوم بهذا الجهد في إطار خطة أعدها حزب الله على المستوى الوطني العام، وفي سياق هذه الخطة أنجزنا القسم الأكبر من عملية تصدير الموز اللبناني إلى سوريا، لا سيما وأنه موسم أساسي سنوي، حيث قام حزب الله بجهد في هذا المجال مع الأخوة في القيادة السورية، وبات الموضوع شبه منتهي لموسم جديد، وهذه نقطة أساسية تتعلق بمزارعي الموز، لأنه في السابق كان لدينا أزمة في هذا الشأن، والجميع يعرف أن بعض الدول التي تفرض حصاراً على لبنان، لا تريد له أن يصدّر هذه المنتوجات إلى الخارج، والتي تعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني، وليس فقط على أصحاب البساتين.
وأضاف: هناك مشروع تحصين المواشي الذي أطلقته مؤسسة جهاد البناء بتكلفة شبه مجانية، حيث لدينا مشكلة كبرى في لبنان بموضوع المواشي، والجميع يعرف أن أسعار اللحوم والدجاج والبيض مرتفع لأننا نستوردها من الخارج، ولا نقوم بإنتاج وطني واكتفاء ذاتي، علماً أنه يوجد لدينا إمكانية في لبنان للقيام بذلك.
وتابع: لقد وزّعت مؤسسة جهاد البناء البذار والغلال بأسعار متدنية لتشجيع الزراعة والاستهلاك المنزلي، فضلاً عن مشروع التشجير وتوزيع الأشجار الحرجية والمثمرة، لأنه لا يصح أن نشتري كل شيء، وإنما علينا أن نعود إلى العمل في أراضينا، وإلاّ سنبقى نعاني في لبنان، وللأسف واحدة من المشكلات التي نعاني منها أننا تركنا سوق العمل، واليوم علينا أن نعود إلى العمل بأيدينا، لأن وضع البلد وصل إلى مرحلة بات معها لا إمكانية للنهوض من دون أن نعمل بأيدينا، سواء بالزراعة أو بالصناعة أو في المجالات الأخرى.
وقال: من مسؤولية الحكومة اللبنانية العمل على فتح أسواق جديدة للمنتجات اللبنانية في سوريا والعراق، وحيث نستطيع أن نساعد، فسنقوم بهذه المساعدة، لأن هذه خطوات أساسية للناس من أجل النهوض بالقطاع الزراعي
وتطرق إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها البلديات وضرورة حصولها على مستحقاتها، فأشار إلى أن هناك معونة ستقدمها الحكومة للعاملين في القطاع العام، وعندما كنا نناقش هذا الأمر في لجنة المال والموازنة، أصرت كتلة الوفاء للمقاومة على أن تشمل هذه المعونة العاملين في البلديات الذين كانوا مستثنيين منها، وأن لا تكون من موازنة البلديات، وإنما أن تعطى من المبالغ التي ستقدّم لبقية القطاع العام، والتي حدها الأدنى مليون ونصف المليون ليرة وحدها الأعلى ثلاثة ملايين ليرة لبنانية، وهذا الأمر تابعناه، وعندما تدفع هذه المعونة سنتابع الأمر أكثر فأكثر لتصل إلى العاملين في البلديات، وكذلك نتابع موضوع الأموال المستحقة للبلديات في كل فترة مع المعنيين من أجل أن تصل الدفعات إلى هذه البلديات.
وألقي في الاحتفال كلمة لمدير مديرية العمل البلدي في حزب الله في المنطقة الأولى علي الزين أوضح فيها أن هذه الحملة تهدف إلى توسيع رقعة انتشار الأشجار والغابات والأحراش، وحماية الموجود فيها، لأن الزرع لا يكفي وبالمقابل هناك من يحرق، بل يجب أن نحافظ على الزرع والعمل على إعادة تحريش ما خسرناه، وقال: لا بد هنا من التنويه بالدور الكبير الذي تقوم به مؤسسة جهاد البناء الإنمائية وجمعية أخضر بلا حدود والأخوة في الدفاع المدني التابع للهيئة الصحية الإسلامية في السهر الدائم والجهود التي تبذل في زراعة الأشجار والحفاظ عليها.
من ناحيته رئيس اتحاد بلديات قضاء بنت جبيل رضا عاشور قال لقد كان الاتحاد مواكباً ومتابعاً ومكمّلا ومشجعاً وحافظاً وزارعاً للشجر في كل قراه، فأنشأ مركزه الزراعي الذي من خلاله أقام الندوات التوعوية ووزع الأشجار وغرزها على جنبات الطرق، وأقام المحميات وتابعها من خلال أعمال السقاية والتعشيب وغيرها، إضافة للدور الرائد الذي يقوم به مركز الإطفاء الاتحاد في برعشيت والفرق التطوعية في حماية هذه الثروة من أي حرائق وغيرها.
بدوره رئيس بلدية شقراء ودوبيه علي صالح أكد أن الأشجار التي نزرعها اليوم والتي سنستمر في زرعها، ستهيئ مساحة من الظل الظليل للمقاومين، وستصبح في عدادهم من خلال اسهامها في تنقية الهواء وتماسك التربة.
واختتم الحفل بزراعة شجرة في حديقة شقراء إيذاناً بانطلاق عملية الغرس والتشجير لهذا العام.