هل يمكن احتواء كورونا بعد الآن في لبنان؟ سؤال طرحه مدير عام مستشفى الحريري الدكتور فراس الأبيض في مستهلّ سلسلة تغريدات يتحدّث فيها عن خطر المرحلة المقبلة وتداعيات انفجار بيروت على الوضع الصحي في لبنان.
يقول الأبيض عبر حسابه في “تويتر”: “شهد يوم أمس رقماً قياسياً جديداً في عدد الحالات اليومية (295) كما كان عدد الوفيات اليومية مرتفعاً (4). الغالبية العظمى من الحالات سببها انتشار مجتمعي. في مستشفانا، تعمل العناية الفائقة بكامل طاقتها الاستيعابية تقريباً”.
ويضيف: “النسبة المئوية للاختبارات التي جاءت إيجابية (معدل الإيجابية) لا زالت في ارتفاع، (الرسم البياني). تجاوز المعدل المحلي 5 في المئة، وهو حد مقلق بحسب منظمة الصحة العالمية. في مستشفانا، نشهد المزيد من الحالات لدى الأطفال والنساء الحوامل والمرضى القادمين لإجراء جراحات اختيارية أو طارئة”.
ويتحدّث الأبيض في تغريداته عن ثلاث نقاط مهمة:
- “أولاً، الجهود المبذولة لاحتواء الفيروس على مستوى المجتمع أمر أساسي. سيؤدي العدد المتزايد من الحالات إلى اعادة التركيز مرة أخرى على كورونا. هذه فرصة لإعادة التأكيد على تدابير السلامة وإنفاذها، خاصة ارتداء الأقنعة في الأماكن العامة.
- ثانياً، حماية الأشخاص المعرضين لمخاطر عالية. كبار السن والمرضى الذين يعانون من أمراض مصاحبة يشكّلون غالبية الحالات التي تحتاج إلى وحدة العناية المركزة. إنّهم بحاجة إلى الالتزام بقواعد أكثر صرامة من بقية المجتمع. من مصلحتهم القيام بذلك بالنظر إلى النقص المحتمل في أسرة المستشفيات.
- ثالثاً، نحتاج إلى زيادة القدرة الاستيعابية لأسرّة العناية. استجابت المستشفيات بشكل جيد عندما وقع الانفجار. مع كورونا، سوف يؤدي دفع مستحقات المستشفيات لردّة فعل مماثلة. كما يتضح من الزيادة في عدد الفحوصات، يمكن أن ترتفع القدرة الاستيعابية بسرعة عندما يتم تحفيز القطاع الخاص”.
ويسأل: “هل نحن مستعدون لموسم الانفلونزا؟ هل يمكننا فتح المدارس بأمان مع ظهور عدوى كورونا عند الأطفال والمراهقين؟ هذه التحديات سوف تحدث في وقت واحد. لا يمكننا تحمل بقاء الفيروس متفشّياً مع وصول الخريف. من الواضح أنّ الأيام القادمة ستشكّل تحدّياً كبيراً”.
كما يلفت الأبيض إلى أنّ “أحداث الأسبوع الماضي، أدّت، لأسباب مفهومة، إلى تحويل الانتباه بعيداً من الوباء. ومع ذلك، في عصر تعدد المهام (multitasking)، لا يمكننا السماح للفيروس بالانتشار دون ضابط. يمكن للناس أن يرتقوا إلى مستوى الحدث، كما رأينا في الجميزة. نحتاج إلى تضافر الجهود نفسها مع كورونا”.