تتوالى الازمات في لبنان بين الاوضاع الاقتصادية، الاجتماعية والصحية الصعبة، وها هي أزمة جديدة تلاحق الطلاب الجامعيين ولا سيما طلاب الجامعة اللبنانة والعام الدراسي مصيره مجهول.
تحت شعار “أنقذوا الجامعة اللبنانية” نفذت منذ أشهر الجامعة اللبنانية بكل كلياتها وفروعها إضراباً مفتوحاً فيما يبقى مصير 80 ألف طالب تحت رحمة الدولة الفاسدة.
لا خلاف على أن خريجي جامعة اللبنانية هم على قدر من الثقافة والعلم والمعرفة إلا أن الجامعة تواجه اليوم خطراً كبيراً بسبب بعض السلطويين اللذين يريدون اضعافها أو ربما إلغاءها، لحساب الجامعات الخاصة في لبنان، والتي بات معلومًا من يمتلكها.
في هذا السياق، أكد الدكتور الجامعي علي رمال أن “الجامعة اللبنانية تخاطب الرأي العام والمسؤولين لتضعهم أمام مسؤولياتهم وواجباتهم تجاه الوضع الصعب الذي تمرّ به الجامعة”.
وقال: “نحن لا نعاني من مشاكل بين الطلاب والاساتذة والادارة بل نعاني من الصعوبات الحياتية والجميع هم ضحايا: الاساتذة، الطلاب، الموظفون والجامعة اللبنانية هي الضحية الاكبر”.
واعتبر رمال أن “السبب هو أن الجامعة كانت موازنتها 266 مليار ليرة ما يقارب لـ 240 مليون دولار وكل مستلزمات التشغيلية للجامعة اللبناني هي بالدولار عدا رواتب الاساتذة التي كانت وما تزال بالليرة اللبنانية اليوم هذه الموازنة تحولت لـ 14 مليون دولار وما دون بسبب ارتفاع الدولار وهناك عجز كبير اذ ان موازنة الجامعة انخفضت عشرون ضعفا فيما هي من الاساس كانت لا تكفي”.
ولفت الى ان “مصير الجامعة مرتبط بطبيعة الامكانات التي تريد تأمينها للاستمرار لأننا بحاجة للتعليم الحضوري فالتعليم عن بعد او “اونلاين” قد انتهى ولا يجوز ان يستمر خصوصاً في لبنان حيث الانترنت والكهرباء وجميع الوسائل التي تساعد على متابعة الدروس غير متوفرة عند الطالب او الاستاذة”.
وقال: “الاساتذة غيرمضربين بل هم عاجزون عن ادارة امورهم الحياتية اذاً هناك اجراءات طوارئ ممكن العمل عليها لاحقاً لحل الامور بأسرع وقت ممكن”.
وأشار إلى أن ” الجامعة اللبنانية ستفتح ابوابها بطبيعة الحال، والطلاب سيعاودون الدروس، والأمور لن تبقى هكذا الا اذا حصل امر معاكس وغير متوقع لان هناك مجموعة اتصالات لتأمين الدعم للجامعة وتم تامين بعض المبالغ وننتظر الدعم من الجهات المانحة والزيارة الى قطر كانت ناجحة وجيدة والجامعة اعطيت حوافز التعليم الحضوري”.
وتابع: “هناك مجموعة خطوات نأمل ان تسير بشكل جيد وفي طليعة هذه الخطوات دعم الجامعة من قبل المسؤولين والمعنيين لاسترداد المبلغ بالكامل لان الخمسمئة مليون دولار هي حق الجامعة وبدل أتعاب فحوصات لـpcr حيث انفقت الجامعة مواردها المخبرية وخسرت بعض الاشخاص الذين عملوا بهذه الفحوصات”.
وراى أنه “رغم الازمة التي تعيشها الجامعة البنانية هناك العديد من الطلاب من الجامعات الخاصة الذين يريدون ان يتعلموا في اللبنانية والجامعة تحاول ان تضع المسؤولين امام الامر الواقع وهذه مسؤولية الطلاب والاهالي والراي العام والاساتذة والموظفين”، متابعا: “الذي نطالب به هو تعزيز الجامعة لتفتح ابوابها بطريقة طبيعية ومريحة وعدم توقفها أمام اي أزمة”.
وسأل رمال: “من يتجرأ على ان يفرّط بمستقبل 80 ألف طالب؟”.
واعتبر الد. رمّال أن “هذا موضوع خيالي وغير مقبول لا نستطيع اهماله لانه ايضا سيتسبب بهجرة الشباب الأكفّاء وهذا جرس انذار للجميع لان تفريغ الدولة اللبنانية من الكفاءات العلمية هو أسوأ بكثير من وضع الجامعة اليوم وهذا ينطبق أيضا على الاساتذة الذين هاجروا وهذه خسارة للطالب اللبناني”.
وعن امكانية دولرة قسط الجامعة اللبنانية اسوة بالجامعات الخاصة، أكد أن “الجامعة اللبنانية هي جامعة مجانية وستبقى بالليرة اللبنانية وهذا الموضوع غير مطروح لانها جامعة وطنية ويجب ان تكون بالليرة”، لافتاً إلى انه “سيكون هناك مشاريع عديدة تعزز ميزانية الجامعة”.
الجامعة التي تُلقّب بـ”أم الفقراء” بامس الحاجة اليوم لدعم المسؤولين والمعنيين لها واستمرار “التطنيش” من قبل المسؤولين عما يجري في الجامعة يعني استمرار إضراب العمال والموظفين واستمرار الإهمال، ما يفاقم الوضع المأسوي الذي يعيشه الطلاب ويبقى مصيرهم مجهولا حتى اشعار آخر… ويبقى المطلب والشعار مرفوعا “أنقذوا الجامعة اللبنانية” الى ان يلقى صداه في آذان المسؤولين.