اكتشف باحثون في دراسة حديثة أن من يعانون من بعض الأمراض العقلية والنفسية أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد. كما أن خطر الوفاة لديهم جراء هذا الفيروس أعلى بكثير مقارنة ببعض مرضى داء السكري أو أمراض القلب.
أظهرت دراسة حديثة نُشرت نتائجها في مجلة “JAMA Psychiatry” الطبيّة، بأن مرضى الفصام ومرضى الاكتئاب أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجّد.وليس هذا فحسب، بل إنّ القائمين على هذه الدراسة اعتبروا أن مرضى الفصام (سكيزوفرينيا) على وجه الخصوص معرضون للوفاة في حال إصابتهم بالفيروس، بمستوى خطر أقل بقليل من المستوى المسجّل لدى المسنّين. ويزيد الخطر كل ما اجتمع هذان العاملان معا لدى المصابين.
تفاصيل الدراسة
واعتمدت نتائج الدراسة على بحث أجري في 260 مستشفى وأربعة مراكز طبيّة في مدينة نيويورك الأمريكية. ومن بين 26 ألفا و540 شخصا بالغاً، أصيب 7 آلاف و348 منهم بفيروس كورونا ما بين الثالث من مارس/ آذار و31 مايو/ نيسان من العام الماضي.
وقد تمّ تقسيم هؤلاء المرضى الذين يعانون من أمراض نفسية وعقلية إلى ثلاث مجموعات: 75 منهم يعانون من الفصام، و564 من تقلبات مزاجية ونفسية و360 من اضطرابات الهلع. وتمّت مقارنة البيانات المحصّل عليها مع بيانات أشخاص لا يعانون من هذه النوعية من الأمراض.
ولم يسجل الأطباء لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الهلع أو الاضطرابات النفسية، أيّة زيادة في خطر الوفاة بفعل الإصابة بفيروس كورونا، بينما اختلف الأمر لدى مرضى الفصام بمعدل وفاة أعلى بـ 2,7، مع ارتفاع المعدل إلى 3,9 لدى أفراد من ذات المجموعة تبلغ أعمارهم ما بين 45 و54 عاما.
وللمقارنة فإن الأطباء حددّوا خطر الوفاة لدى مرضى القصور الكلوي عند 1,68 ولدى مرضى السكري عند 1,28 لدى الإصابة بفيروس كورونا.
اللغز يكمن في البروتينات
غير أنّ السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا يرفع الفصام من خطر الوفاة عند الإصابة بفيروس كورونا المستجد؟
يردّ الدكتور دونالد غولف من جامعة نيويورك الطبيّة في حوار مع مجلة “Livescience” الأمريكية أنّ الأمر “متوقع، لكنه في الوقت ذاته مفاجئ”. ويوضح الخبير أن متوسط العمر لدى مرضى الفصام هو بالأصل أقل بواقع عشرين عاما عن غيرهم.
يضاف إلى ذلك أن هؤلاء المرضى عادة ما يموتون بفعل إصابتهم بالتهاب رئوي حاد أو عدوى فيروسية، بمعنى أن سبب الوفاة المباشر عادة ما يكون سببا آخر غير الفصام.
ووجد الأطباء أن التركيبة الجينية تتغيّر لدى مرضى الفصام، خاصة تركيبة البروتين داخل الخلايا أي السيتوكينات التي من مهامها تحفيز الجهاز المناعي وتحديد الاستجابة المناعية.
وثبت في الدراسة الأخيرة أن ارتفاع خطر الوفاة لدى مرضى كوفيد-19 متعلق برد فعل السيتوكينات المفرط، والذي يطلق عليه الأطباء عبارة “هجوم السيتوكينات” المسبب للوفاة
Dn عربي