في المجالس المحلية، ثمة تهامس عن تسلل لكوادر «داعشية» الى الساحة اللبنانية، وتوزعهم في المناطق اللبنانية، خاصة في بعض القرى الجبلية الشمالية، وان بين هذه الكوادر مَن هو في موقع المسؤولية القيادية العليا، وقد عمدوا على الانتشار بين الشمال، ومناطق لبنانية اخرى، ومعظمهم وصلوا برا عبر معابر وعرة لا يعرف مسالكها الا المهربين المحترفين.
لا تؤكد ولا تنفي المصادر المتابعة لهذا الملف، لكنها تشير الى مخاطر محتملة جراء فرار قيادات وكوادر من ادلب وشمال شرق سوريا اثر هجمات «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد) على اكبر مخيمات «داعش» وابرزها مخيم الهول، وان كلفة تهريب هؤلاء القيادات بالغة الاهمية، لا تقل عن عشرة آلاف دولار وما فوق عن الشخص الواحد.
تبدي هذه المصادر مخاوفا من ان تسلل هذه القيادات يجري بتدبير مبرمج واستهداف للساحة اللبنانية في المرحلة المقبلة، وخلال الفراغ المقبل، وان الذين تغلغلوا في الداخل اللبناني، باشروا بتشكيل خلايا واستقطاب وجوه جديدة لا تثير الشكوك وغير مكشوفة أمنيا، ولا حتى في الوسط الشعبي، لضمان سرية التخطيط والتحرك، وتوجيه الضربات المفاجئة.
وتعتقد المصادر، ان الذين تسللوا اختفوا، وعمدوا على حلق اللحى، كي لا يلفتوا النظر، وان منهم من اختفى في الضنية وعكار، ومنهم من اتجه الى مخيم عين الحلوة. وتربط المصادر بين تسلل هذه الكوادر، وما تم الكشف عنه مؤخرا في اكثر من منطقة لبنانية، وابرزها في القرعون بالبقاع الغربي، وفي قرى جنوبية.
وتخشى المصادر ان تتسع الخلايا والبؤر المتشددة، بانتظار ساعة الصفر للتحرك والانقضاض، وان ما تشهده الساحة الشمالية وخاصة طرابلس من فوضى وفلتان، انما هو نتاج الغرف السوداء، وكي يسهل التحرك في ظل الفوضى.
لكن في الوقت عينه، تبدي هذه المصادر ارتياحها لاستنفار الجيش اللبناني، ومواصلته عمليات الدهم وتسيير الدوريات، وانه لا بد من وضع اليد وكشف الخلايا والبؤر، وعدم إتاحة الفرصة لاي عمل تخريبي.
كما كشفت المصادر ان تسلل هذه القيادات ليس نتيجة الصدام مع «قسد»، بل ان لهؤلاء مهمات يمكن تلمسها من حجم التداول بالدولار، وجذب الشبان في مقتبل العمر اليهم وتجنيدهم باغراءات مالية وعينية.
ولم تستبعد المصادر أن يكون بين المتسللين لبنانيون التحقوا بـ «داعش» منذ سنوات، ومن جنسيات سورية وعربية مختلفة.
جهاد نافع – الديار