كتب الاخ زياد الزين مقالًا بعنوان “هي العيد…”
فرحت حين اخبروها ان استحقاقا جديدا سيضاف الى تاريخ الشرف والاباء، فلا هي بعد اليوم تستوحش في غربة. الرحيل اليها على بعد زمن لن يقاس ابدا بمكيال السنين، ولا بعداد المسافات. وحدة القياس هنا هي الانتماء الى لغتها العاكسة لمرآة السماء.
سمعت عنك يا قدس منذ كنت جنينا في نبض أم أرضعتني الحب العربي المؤمن بعيسى. هي مرقد العاطفة النبوية الأزلية، لا يمكن لمرض كياني زرع في كبدها أن يتفاعل مع نواة خلايا المقاومة الجذعية فيها. هي القابضة على جموح الوحوش بشكلها البشري كبربارة الذئاب. في منتصف الطريق لقاء وحب وتفاعل بين قبتها ومجد أقصاها. هي رسالة انسانية لتكامل أديان الله وتأسيس لخلاص لن يتم الا بالظهور المنقذ. وفي مرحلة الانتظار الايجابي، لا احباط ولا قلق، لا استكانة ولا هوادة. هي أيام النور والأمل واشراقة شمس الفجر التي نعيشها معك اليوم يا مدينة الدين والنور. يا عشيقة الصادقين المخلصين، يا أدب الملتزمين وشعر الناشطين المؤسسين والناشئين. أناشدك يا عين الأمة ان الرهان يرتقي بالبندقية. أما المصير فلا يرتوي بكلمات النثر والشعر ولا بالاجتماعات الانفعالية. انت اجتماعنا، انت قبلتنا، ونحن الجار المؤتمن. التزمنا قطعا بأسمى قضية وزينتنا سلاحنا لأجل أصدق التزام. لن تكوني يوما في سفر ولن نكون عنك في غربة. بوابة العبور أمل من فكر موسى الصدر. لا قضية تسمو على مركزية الدور والموقع والمكان والزمان ايتها المجيدة في روح الميلاد والمباركة في أدبيات الفصح والمنتصرة بروحانية رمضان. عيدك فطر الانتصار والظلم سيؤول بأصحابه الى قبور الظلام.
مدينتي…
اشتقنا ان نرنو اليك بقلوبنا قبل عيوننا، انت القدر الصعب والنصر تاج العاقلين، اعتدنا في أمل على ادبيات نهر معانيك الراقية السامية ؛ ايها الانجيل المفتوح على التبشير بأحمد..
لا…
لن نخرج يوما من رحابك الواسع، سيسقط الخناق ولن يطول الفراق…