د. أنطوان الشرتوني
قصة هذا الأسبوع التي يمكن أن يسردها الأهل لأطفالهم كي يستمتعوا بوقتهم هي عن موضوع «وجهة النظر». فجميعنا لديه وجهة نظر تجاه موضوع معين. والأطفال أيضاً لديهم آراؤهم الخاصة وينظرون إلى الأشياء بحسب طريقتهم. إنّ دور الوالدين هو دفع أطفالهما ليكون لديهم «وجهة نظر» حول اي موضوع يصادفونه في حياتهم، وإذا كان الطفل لا يعطي رأيه بموضوع معين، فيجب تشجيعه على ذلك. قراءة هذه القصة مفيدة للجميع.
بينما كانت الأم منهمكة بصناعة قالب حلوى، كان «هادي» يلعب مع أخته «جنى» في غرفة الجلوس. عثر الطفلان على شيء مربّع. لم يعرفا ما هو فقال «هادي» لأخته:
– إنه صندوق يمكن أن نضع فيه الأغراض الصغيرة.
نظرت «جنى» الى أخيها وردّت عليه:
– هذا ليس صندوقاً، بل انها علبة كبريت كبيرة ولكنها فارغة. هل يمكنني فتحها لنرى ماذا يوجد في الداخل؟
إبتسم «هادي» لأخته ولم يقبل أن تفتحها قبل اكتشاف ما الذي تحتويه. وتوجه الإثنان الى جدهما الذي سمع الحديث الذي يدور بينهما، ثم اقترح:
– برأيي، هذا ليس صندوقاً خشبياً وليس علبة كبيرة بل إنها علبة زجاجية، بنية اللون لوضع أقلام التلوين. أيمكنني أن أفتحها؟
نظر الولدان الى بعضهما متعجبين ولم يدعا الجد يفتح العلبة. ثم تدخلت الجدة واعتبرت أن هذا الشيء ليس صندوقاً خشبياً وليست علبة كبريت ولا كرتونة بنية اللون بل هي علبة لتصفيف الصور القديمة.
– معك حق يا جدتي، ربما هي كذلك!
قالت «جنى» لجدتها، لكن «هادي» لم يقتنع فقال:
– سأسأل أبي عن هذه الشيء وسأخبركم. وتوجّه صديقنا الصغير عند والده الذي كان في مكتبه يكتب بعض الرسائل الإلكترونية، وسأله السؤال الذي طرحه على «جنى» وجده وجدته. فنظر الأب الى العلبة وقال لـ»هادي»:
– ربما هي علبة للبَراغي والمسامير. هل يمكنني فتحها؟
– لا يا أبي لا يمكنك أن تفتح هذه العلبة لأنها ليست لي وهي ليست لأحد في البيت.
وفجأة سُمِعَ صوت الأم من المطبخ وهي تقول:
– هل رأى أحد علبة بلاستيكية مربّعة الشكل؟ إنها علبة تحتوي على معدات صناعة لتزيين الكريما لقالب الحلوى.
إبتسم «هادي» و»جنى»، وعرفا أن هذه العلبة هي لأمهما. وعرف «هادي» أنّ كل شخص لديه نظرته الخاصة لموضوع معين. المهم أن نصغي لغيرنا، فلربما كانوا مُحقّين بأفكارهم وآرائهم.