علي ضاحي – الديار
الوساطة او «جملة الإملاءات» التي حملها الامين العام المساعد للجامعة الدول العربية حسام زكي الى لبنان، وهي إستقالة وزير الاعلام جورج قرداحي وتقديم إعتذار علني بإسم مجلس الوزراء مجتمعاً، لم تلق التجاوب من قبل الاطراف المعنية بالازمة، ولا سيما من الوزير قرداحي والنائب سليمان فرنجية وحزب الله. كما لم يلتق زكي اي مسؤول في حزب الله ولم يجر اي اتصال بالحزب وانه اكتفى بلقاء الرؤساء الثلاثة.
هذه المعطيات تؤكدها اوساط وزارية واسعة الإطلاع في 8 آذار لـ»الديار»، وتقول ان الزيارة اعطيت اكثر من حجمها، وان زكي حمل إملاءات من السعودية وانه نسق كل خطواته معها قبل الوصول الى لبنان.
وفي حين تؤكد المعلومات، ان زكي حمل تأكيدات سعودية ان لا إجراءات بأي لبناني مقيم في السعودية او دول مجلس التعاون الخليجي، تؤكد اوساط مطلعة على الاجواء السعودية في بيروت ، ان السعودية سبق واعلنت انها لن تمس بأي لبناني، ولم نسمع ان هناك اجراءات تطال لبنانيين اقله راهناً.
ولا ترى الاوساط، ان مهما بلغ التصعيد السعودي، لن يطال اي لبناني اي اجراء باستثناء من تثبت عليه اية ملفات امنية فيتم ترحيله وعدم تجديد اقامته.
في المقابل تتقاطع هذه التأكيدات مع اوساط متابعة لملف اللبنانيين في الخليج، ان الجالية اللبنانية لم تتبلغ في اي دولة، عن توجه سعودي او خليجي لترحيل اي لبناني، ولكن المخاوف تبقى من ان تكون هذه الخطوات التصعيدية مؤجلة لمرحلة لاحقة بعد اسابيع.
كما لا تستبعد الاوساط ان يتم ترحيل بعض اللبنانيين وبشكل متدرج ومتباعد، كما كان يحصل في الماضي وعبر اختراع ذرائع امنية او اتهامات بتأييد حزب الله او دعمه مالياً او التعامل معه امنياً.
ولكنه يعني ميدانياً عدم تجديد الوثائق والاقامات وترحيل فوري خلال 24 ساعة، ومن دون السماح ببيع او اخذ اي من الموجودات الثابتة والمقتنيات او الاموال او السيارات!
وتقول الاوساط ان كل ما انتشر من اخبار اعلامية في الايام الماضية، عن توجه دول مجلس التعاون الخليجي كاذب ومفبرك.
وتكشف الاوساط في المقابل ان عدد الجالية اللبنانية في السعودية يناهز الـ250 الفاً منهم 70 الفاً من الطائفة الشيعية، ومنهم رجال اعمال لبنانيون وشيعة ومن الجنوب ويملكون استثمارات كبيرة، كما ان هناك موظفين لبنانيين وشيعة في قصر اليمامة والدوائر المالية والحكومية السعودية.
وتكشف معلومات اخرى ان الجالية الدرزية اللبنانية في السعودية تقارب الـ100 الف وقد توسط وليد جنبلاط لدى السفير السعودي في لبنان قبل رحيله، وطلب ضمانات من البخاري بعدم المس بأي درزي في السعودية في مقابل القيام بوساطة تضمن استقالة قرداحي، لكن الاخير رفض وحزب الله تصلب اكثر، ولا يزال يحاول جنبلاط مع بري اقناع حارة حريك بإقالة قرداحي وتهدئة الخطاب الاعلامي لمنع المزيد من التصعيد مع السعودية.
ولذلك يأتي تصعيد جنبلاط في اليومين الاخيرين ضد حزب الله، وان ما يقوم به يهدد لبنانيي الخليج والسعودية تحديداً!
كما تلفت الاوساط نفسها الانتباه الى ان الرياض وفي سياق عملية الاقتصاص التي تمارسها على لبنان، لا تزال تحجز عدداً كبيراً من الحاويات التي شُحنت إليها في الفترة الأخيرة، ولم تدخل البلاد بسبب القرار السعودي بوقف استقبال السلع الصادرة من لبنان.
ويخشى أن تؤدي هذه العملية إلى تلف البضائع، ولا سيما أنها تعود لسبعة أشهر، عندما أوقفت السعودية استقبال السلع الصادرة من لبنان بحجة «الكبتاغون».
كما حجزت عدداً كبيراً من الشحنات لفترة طويلة، بينما كان يمكن إعادتها إلى لبنان مباشرة ومن دون عناء او كلفة كبيرة للمُصدر ومن دون تعريض البضائع للتلف.