بعد مشاهدتي صورة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (حفظم المولى) وهو يقبّل يد فلاح في مزرعة فدك…
آيات القرآن تحكيها المنابر العلمائية، تفاسير السنن، وفتاوى المرجعيات، ومضامين الصلوات، وسر الحياة.
منابر للتقوى، تقال فيها الكلمات على مسامع العباد، والمؤمنين، لتترجم منهج حياة وسر عبادة وتقرب الى الله.
مناهل للعلم، ونبراس للأمل، وخطوات يخطوها الانسان ليرتقي.
فكيف بعالم جليل ينحني على يد عامل مجد، خدم الحسين بروحه وقد نسي أن ضريبة التعب ندوب قد لا تندمل ولو مر عليها العمر، راسما صورة يحكيها هذا العامل لأولاده وأحفاده، وتخلد في تاريخ الإنسانية.
صورة تكاد تكون علما قائما بذاته، سطر فيه المتولي الشرعي فضيلة الشيخ عبد المهدي الكربلائي معنى الشكر والامتنان، ليد جبلت التراب بالماء بالبذور، فأينعت ثمارا ، لذيذ طعمها، يقطر منها رحيق العشق لآل البيت، فكان المكان “فدك” والزمان أبعد من المواقيت وأعرق من الحضارات، وأسمى من الكلام، ليعبر عن عظيم الدروس التي يمنحها العالم هبة لمؤيديه، وللمؤمنين برسالته ونهجه،كيف لا وهو ينحني ليقبل يدا تعبت ، فأثمر التعب في أرض الحسين، وبرعاية العتبة الحسينية، التي حملت على عاتقها، الحسين معان، قد لا يفقهها من يفهمه عَبرة فحسب، لأن في عِبر المسيرة آيات ومجلدات تكتب وتقرأ يفقهها العالمون، ويخطونها نبراسا للأمم..عنوانها هكذا يكون الإنسان، وهكذا يكون العطاء..
هي صورة تحفر في خلد الصغير والكبير على حد سواء، وعلى قاعدة من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق، همّ فضيلة الشيخ لتقبيل تلك اليد التي تخشنت من فرط شغفها بالأرض التي زرعتها بذورا للإنسان، فكان الطبيب والعالم والمزارع تجمع هؤلاء بأرضهم علاقة عشق عنوانها الحسين”ع”.
يد نزفت عرقها ،فاستوجبت الشكر، وفي فلسفة الشكر،ترسيخ لمعاني العزة والكرامة والبذل في سبيل قيام الرسالة المحمدية الأصيلة.