انسحبت قوّات الاحتلال الإسرائيليّ في هذا اليوم من مدينة صور ومنطقتها استكمالا للانسحاب من صيدا والنبطيّة والبقاع الغربي ومرتفعات الشّوف إلى الشّريط الحدوديّ الممتدّ من جسر الحمرا وتلال البيّاضة في قضاء صور إلى أطراف زلّايا وجبل الضّهر في البقاع الغربي.
ورفع الجنود المنسحبون على آلياتهم لافتاتٍ كُتِبَ عليها: وداعًا يا لبنان البلد الذي يستهلك محتلّيه.
وفور انتهاء الانسحاب، خرج المواطنون كبارًا وصغارًا رافعين الأعلام اللبنانيّة وأعلام حركة أمل وصُوَر الإمام موسى الصّدر والوزير نبيه برّي معبّرين عن بهجتهم بالتّحرير. وانتشرت وحداتٌ من الجيش اللبنانيّ بمؤازرة مقاتلي حركة أمل. ورُفعت لافتات على مدخل حارة المسيحيّين في صور تستقبل وفد حركة أمل بقيادة الشهيد داوود داوود كُتِب عليها: أهلًا بمحرِّري الجنوب من الاحتلال…أهلًا بقيادة المقاومة الوطنيّة اللبنانيّة…وقال الشّهيد داوود: لن نسمح بثغرة أو تجاوزات تسرق النّصر. إنّ معركة الحفاظ على انتصار المقاومة الوطنيّة اللبنانيّة شاقّة وطويلة. وسيبقى الجنوب عائلةً واحدة.
وفي مغدوشة التي زارها وفدٌ من حركة أمل بقيادة الشّهيد القائد محمود فقيه، قال الشّهيد فقيه: لقد أثبت أهل مغدوشة أنّهم وطنيّون مقاومون في وقفتهم الأخيرة مع أهلنا في حومين التّحتا بعد المجزرة. كان موقفهم عظيم الأثر في تعزيز إخائنا وعيشنا الواحد. ثمّ شكر الأرشمندريت سابا داغر حركة أمل والوزير نبيه برّي على جهودهم الوطنيّة الحميدة. وأعلن الدّكتور جوزف زعرور باسم أهالي درب السّيم الانضمام إلى حركة أمل، بعدما ثبت بأدائها وسلوكها الوطنيّ المسؤول أنّها الحركة الوحيدة التي توصل لبنان إلى الطّريق الصّحيح.
وفي بيروت، قال الوزير نبيه برّي: لا يثنينا هذا النّصر عن متابعة النّضال. وسيكون لنا موعدٌ قريب مع شبعا ومرجعيون وبنت جبيل.
المصدر: صحيفتا السّفير والنّهار ٣٠ نيسان ١٩٨٥