20% من الحالات التي ثبت مخبرياً إصابتها بمرض «كوفيد 19» في لبنان، حتى أمس، كانت مجهولة المصدر. بيروت «تستأثر»، حتى الآن، بنحو 30% من الإصابات. وفيما كانت نسبة الإصابات في قضاءي جبيل وكسروان 20% من المجموع العام، لوحظ ارتفاع في عدد الحالات المشتبه فيها في هاتين المنطقتين، «بسبب التكتم على الإصابات» بحسب مصادر وزارة الصحة، قالت إن «البلد بات في حالة الانتشار الوبائي المحلي». وفي وقت استعر فيه النقاش أمس حول خيار عزل بعض المناطق، والذي سقط لـ«دواع طائفية»، أُقفل عدّاد كورونا على 157 إصابةحتى ظهر أمس، وقبل صدور تقرير مُستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي اليومي المتعلّق بنتائج الإصابات الجديدة بفيروس «كورونا» ليلاً، كانت أرقام تقرير «غرفة العمليات الوطنية لإدارة الكوارث» تُشير إلى وجود 149 إصابة مُثبتة مخبرياً بمرض «كوفيد 19»، 14 منها «لا معلومات عن أماكن توزعها». بمعنى آخر، فإنّ 20% من الحالات الإجمالية مجهولة المصدر (ليس معلوماً كيفية انتقال العدوى إليها). ويعني هذا، عملياً، «دخول البلاد مرحلة الانتشار الوبائي المحلي»، وفق مصادر في وزارة الصحة، أشارت إلى وجوب رفع منسوب التأهب في الأيام المُقبلة، وطرح خيارات أخرى
حتى الآن، لا تزال بيروت «تستأثر» بالعدد الأكبر من الإصابات بنسبة 30% (45 إصابة)، تليها بعبدا (17)، وكسروان (17)، وجبيل (13)، «فيما المطلوب مزيد من الفحوصات المخبرية في المناطق بهدف ترصّد الوباء، وصولاً إلى اتخاذ القرارات الضرورية المتعلّقة بعزل مناطق دون أخرى»، بحسب وزير صحة سابق.
وترددت معلومات حول طرح وزارة الصحة خيار عزل قضاءي جبيل وكسروان (مجموع الإصابات فيهما 30، بنسبة 20%)، بعد تسجيلهما تزايداً ملحوظاً في الإصابات. ورغم نفي المكتب الإعلامي لوزير الصحة حمد حسن «الأخبار المُتداولة عن وجود قرار بعزل بعض المناطق»، إلّا أن ردود الفعل «الشاجبة» لدواع طائفية، أكدت جدّية الطرح.
مصادر في الوزارة أوضحت لـ«الأخبار» أنّ خيار عزل المناطق لا يتعلّق حصراً بعدد الإصابات، بل بتتبّع مصدر العدوى لضبط حالة الانتشار المحلي. ولفتت الى هناك مناطق كانت أعداد الإصابات فيها أعلى، لكن مصدرها كان معروفاً. فعلى سبيل المثال، ساهم الإعلان عن المصابين القادمين من إيران في تسهيل عملية حجر المخالطين لهم، ما أدى إلى انحسار الإصابات، وهو ما لم يحصل مع الحالات الآتية من إيطاليا ومصر بسبب عدم الإفصاح». وبالتالي، فإن تزايد الأعداد المجهولة المصدر في منطقة ما يعني أنها باتت في مرحلة الانتشار الوبائي المحلي.
يتوافق ذلك وما قالته وزيرة الإعلام منال عبد الصمد، أمس، أثناء الإعلان عن مقررات جلسة مجلس الوزراء أمس، بأننا «أصبحنا في نطاق التفشّي»، وشددت على «عدم التراخي بموضوع التزام المنازل والإجراءات الوقائية».
الدعوات إلى التشديد على التزام الحجر المنزلي ترافقت مع المباشرة بتسجيل محاضر ضبط بحق المخالفين للقرارات الحكومية. ومن المقررات التي خلص إليها مجلس الوزراء، فتح حساب في مُستشفى رفيق الحريري الحكومي لتلقي التبرعات والهبات الخاصة بالمُستشفى، فيما قدّم الوزراء 100 مليون ليرة من تعويضاتهم الخاصة لحساب «كورونا». كذلك، تقرر توزيع مُساعدات اجتماعية لمن تعطلت أعمالهم وفقدوا وسيلة رزقهم، وسيتم توزيع مُساعدات غذائية في مختلف المناطق، سواء عبر الهيئة العليا للإغاثة أو عبر البلديات أو بمساعدة متبرعين محليين.
مُستشفى رفيق الحريري الجامعي أصدر ليلاً تقريره اليومي، مُعلناً عن تسجيل 8 إصابات جديدة، ليُقفل العدّاد على 157 إصابة، بعدما كانت وزارة الصحة قد أعلنت ظهراً أن مجموع الإصابات بلغ 149. وأعلن المُستشفى «إخراج 13 مصاباً إلى الحجر المنزلي، بعد تأكيد الطبيب المعالج بشفاء المريض سريرياً وإبلاغه بكافة التدابير والإرشادات المتعلقة بالحجر المنزلي». ويعود ذلك إلى إفساح المجال أمام الحالات الأكثر إلحاحاً في ظل تزايد الأعداد وفي وقت لم تجهز فيه بقية المُستشفيات الحكومية المقرّرة لمؤازرة المُستشفى.
وعليه، بلغ عدد المُصابين المُقيمين حالياً في الحجر الصحي والمُثبتة حالتهم 57 حالة، فيما بلغ مجموع الحالات المشتبه في إصابتها بالفيروس داخل منطقة الحجر الصحي 8 حالات بانتظار نتيجة الفحص المخبري.
هديل فرفور – الاخبار