٢٥ أيار ٢٠٠٠ لم يكن هدية… بل كان انتصارًا انتُزع من بين أنياب الاحتلال.
تحقّق بالدم، والتضحية، والعزيمة التي لا تنكسر.
في ذلك اليوم، انسحب العدو الإسرائيلي من جنوب لبنان مذلولًا، لا نتيجة مفاوضات، بل تحت ضربات المقاومة وصمود أهل الأرض.
كان ذلك اليوم شاهدًا على أن الكرامة تُنتزع ولا تُمنَح، وأن الاحتلال يُهزم حين ينهض شعبه.
واليوم، بعد ٢٥ عامًا، نُحيي الذكرى تحت ظلٍ ثقيل.
فالاحتلال عاد… لا بالاسم، بل بالوجود.
جنود العدو يتمركزون مجددًا على أرض لبنانية، القرى مدمّرة، والسماء تمطر نارًا رغم ما سُمّي بـ “وقف إطلاق النار”.
نعم، حرب ٢٠٢٤ خلّفت دمارًا هائلًا، ونزيفًا لا يزال مستمرًا.
لكنّها لم تمحُ حقيقة ٢٥ أيار، ولم تكسر إرادة الجنوب.
نُحيي هذه الذكرى لا لأننا نتغاضى عن جراحنا، بل لأننا نُدرك ما نحن قادرون عليه،
ولأن درب التحرير لا يُسلك إلا بمن يملكون الجرأة على المقاومة… مرة بعد مرة.
نُحيي هذا اليوم لنقول:
من حرّر الأرض مرة، يستطيع أن يحرّرها من جديد.
أن السيادة ليست شعارًا بل حقٌّ لا يُفاوض عليه.
وأن المقاومة ليست خيارًا مؤقتًا، بل واجبٌ مستمر طالما الاحتلال باقٍ.
٢٥ أيار ليس مجرد ذكرى… بل عهد.
عهدٌ بأن هذه الأرض، التي تحرّرت يومًا بقوة الإرادة، لن تخضع أبدًا.
قد يسقط الجنوب، قد يُقصف، قد ينزف… لكنه لا يركع.
لم يركع يومًا… ولن يركع أبدًا.