من المعروف ان شهر رمضان يجمع العائلات حول الافطار مع ما يحمله هذا الشهر من صوم وصلاة وتأمل.
لكن يحل هذا الشهر الفضيل في ظل ارتفاع صاروخي لسعر صرف الدولار يؤثر في اسعار المأكولات التي تحضر للافطار فتغيب مواد ومأكولات كانت تشكل اطباقا رئيسية لا يمكن الاستغناء عنها مثل الحلويات ولا يمكن مقارنة اسعارها بالاسعار السابقة التي كانت سابقا .
يأتي شهر رمضان المبارك في اصعب ظرف يمر على الناس في ظل وضع اقتصادي خطر ودولار يقفز بجنون فيأكل الاخضر واليابس ولا يترك اي شيء يقتات منه الانسان في هذا الشهر الفضيل حتى ان بعض الخبراء يؤكدون ان الافطار لشخص واحد ثمنه مليون و٢٥٠ الف ليرة فإذا كانت لعائلة مكونة من خمسة اشخاص فيكون الافطار اليومي ٥ ملايين ليرة لبنانية او ١٥٥ مليون ليرة لشهر رمضان وبالتالي من هو القادر على دفع هذا المبلغ ، في وقت تسعى العائلة لتلبية حاجاتها الأساسية فقط والاستغناء عما هو غير ضروري.
في العادة يتحضر الناس لهذا الشهر “بتفريز” اللحمة والدجاج وتموين الزيت والرز والقلوبات وغيرها لشهر كامل أما اليوم فاصبح التحضير كل يوم بيومه… والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سيكون الإفطار للطبقة الغنية فقط؟ وماذا سيفطر الفقير؟
المأدبة الرئيسية تتضمن: التمر-الجلاب-اللبن- الفتوش أو صحن السلطة – الشوربة – البطاطا المقلية – ورق العنب- الرقاقات- الكبب – الطبق الرئيسي..
كما بعدها يحب الصائم ان يتحلى بالحلويات التي أصبحت أيضا باهظة الثمن… حتى القطايف “حلو الفقير” مكلفة في المنزل، تحتاج الى عجينة القطايف والقشطة والحليب والسكر والنشاء … فبحسب الأرقام المحدّثة للأمن الغذائي التي أصدرها البنك الدولي في مارس 2023، فقد سجّل لبنان ثاني أعلى نسبة تضخّم اسميّة في أسعار الغذاء حول العالم، للفترة الممتدّة بين شهر يناير 2022 ويناير 2023، حيث بلغت 139 في المئة، وذلك نتيجة التدهور السريع للأوضاع الاقتصاديّة، والتراجع الملفت في سعر صرف الليرة اللبنانيّة مقابل الدولار الأميركي.
ويقول المدير العام لوزارة الاقتصاد والتجارة في لبنان الدكتور محمد أبوحيدر إن المشكلة في لبنان هي أنه يستورد ما نسبته 86 في المئة من غذائه، وبالتالي فإن أي ارتفاع بسعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء، ينعكس فوراً ارتفاعاً بالأسعار، ويقابله انخفاض في القدرة الشرائية طوال أشهر السنة، خصوصاً شهر رمضان المبارك حيث يزداد الطلب بقوة، ما يرفع الأسعار بشكل يزيد عن العادة، كالأشهر السابقة من رمضان.
اما في المطاعم فكيف هي استعداداتها لشهر رمضان الكريم؟ يقول نائب رئيس نقابة اصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسيري خالد نزها: كنقابة نتوقع ان يكون هناك حركة مقبولة للأشخاص القادرين على ارتياد المطاعم في هذا الشهر وهو شهر منتظر من قبل اصحاب المطاعم لانه شهر الافطارات والاجتماعات والدعوات ويجتمع اللبنانيون على الإفطار وهذا الشهر لديه نكهة خاصة عليهم حتما سيكون هناك “فورميل ” معينة للفطور تضم الشوربة والفتوش والمازة اللبنانية والحلويات او للسحور ولكن الحركة والتحضيرات ما زالت غير معروفة مع احتجاز أموال المودعين في البنوك وفقدان القيمة الشرائية لليرة والانهيار الحاصل بالبلد التعليم والطبابة وكل القطاعات… لا نعلم كيف ستكون الحركة، فالحركة تكون في بعض المناطق كبيروت وساحل المتن وهناك مناطق معدومة نتيجة هذا الوضع. نحن كنقابة نعطي الوجه الجميل للبلد ونعطي اجمل خدمة… ومطاعمنا من اهم المطابخ العالمية ونحن نقدم فرانشايز لجميع الدول العربية وأوروبا وأفريقيا واميركا ايضا… هناك الكثير من المطاعم اللبنانية من المنقوشة للبرغر… منبعها لبنان. معظم المطاعم تحارب وتعمل لإثبات وجود لتستمر على الاقل. المصاريف جميعها أصبحت بالدولار. من المؤسف انه في السنوات الماضية لم يتم العمل على القطاعات الانتاجية كالزراعة والصناعة كما يجب، لم نعمل اقتصادا منتجا بينما كان ريعيا. كل شيء يستعمل في المطبخ مستورد حتى حبة الحمص، السمسم… أهنئ أصحاب المؤسسات الذين ما يزالون صامدين ومستمرين في التطوير رغم العوائق التي تواجههم ورغم عدم وجود وسيلة نقل تؤمن وصول الموظف إلى عمله في هذه الظروف، نحن نفتقر الى كل شيء، نحن شعب جبار ولدينا كل المقومات السياحية من مناخ مميز الى طقس يجمع التزلج والسباحة معا الى المميزات البشرية في القطاع السياحي خصوصا مع الدعم الذي يتلقاه هذا الوطن من ابنائه المنتشرين.
الطبقة الوسطى كانت ٧٠% قضي عليها. باقي المجموعة الصغيرة التي لديها أموال من الخارج او لديها إمكانات مادية وشغلها جيد… ومن يأتي من الخارج او يحول إليها الأموال من الخارج يحركون هذا القطاع بينما الوضع مؤسف جدا في الأطراف والاماكن البعيدة كالجنوب الشمال الشوف…
اصبح التسعير بالدولار حسب سعر الدولار اليومي، لأن صاحب المطعم يدفع كل شيء بالدولار خصوصا ان الدولار الى صعود.
الديار