لا صوت يعلو فوق صوت «الترقيع» و»التسويف» في معالجة كل القضايا اللبنانية العالقة. وكأن كل القوى دون استثناء باتت مقتنعة بأن المرحلة التي تفصلنا عن نهاية عهد الرئيس ميشال عون والتي باتت أقل من شهرين، هي مرحلة تقطيع وقت سيستفيد منها خصوم العونيين من خلال مزيد من استنزاف العهد استعدادا لصفحة جديدة ستفتح مطلع شهر تشرين الثاني تشير المعطيات الى انها قد تشهد بعض الحلحلة.
وتشبه عمليات الترقيع التي تشهدها الطرق الدولية والرئيسية حيث يتم حصرا ردم الحفريات من دون الاستعانة بالزفت لغلاء سعره وعدم توافره، ما يحصل على صعيد كل القضايا العالقة والمتفجرة، بدءا بملف تفجير مرفأ بيروت وموافقة مجلس القضاء الاعلى على اقتراح وزير العدل القائل بتعيين قاضي تحقيق اضافي ليبتّ بالأمور الملحة والضرورية في الملف المذكور الى حين تمكين القاضي الأصيل من وضع يده عليه مجددا، مرورا بالطروحات الترقيعية لانهاء اضراب موظفي «اوجيرو» والقطاع العام الذي قرب البلد اكثر من اي وقت مضى من نقطة الارتطام، وصولا لملف ترسيم الحدود البحرية الذي سيشهد مزيدا من «التسويف» و»المماطلة»، بعدما بات واضحا للجميع ان العدو الاسرائيلي لن يعطي اي جواب نهائي بشأنه قبل انجاز الانتخابات التشريعية. وحتى ذلك الوقت سيحاول الوسيط الاميركي ابتداع الطروحات والافكار لتمرير الوقت بأقل الاضرار الممكنة والاهم بالدفع لتجاوز اي مواجهة عسكرية على الحدود الجنوبية.
باسيل يهدد بالفوضى
في هذا الوقت، كان رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل يرد على الحملات التي استهدفته ورئيس الجمهورية في الايام الماضية، مهددا بأن تبرر «الفوضى الدستورية فوضى دستورية مقابلة». وهو ما قرأته مصادر سياسية معارضة لباسيل على انه «تلويح ببقاء عون في القصر مع انتهاء ولايته في حال لم يتم تشكيل حكومة جديدة».
واضافت المصادر في حديث ل»الديار»:»يعتقد باسيل انه وبرفع السقف والتهديد والوعيد يضغط على رئيس الحكومة المكلف والقوى الداعمة له للسير بالحكومة التي يريدها وعون. لكنهما مخطئان.. الحكومة ستتشكل في الربع ساعة الاخير من العهد ووفق رؤية ميقاتي وليس اي احد آخر».
وحتى ذلك الوقت، ستبقى الحكومة الحالية ورئيسها يسعيان لتمرير المرحلة التي تفصلنا عن نهاية العهد ب»التي هي احسن» وهذا ما بدا جليا من خلال الطروحات التي يتم التداول بها لانهاء اضراب القطاع العام وموظفي «اوجيرو» الذي بات يهدد بارتطام موجع خاصة مع انقطاع الاتصالات والانترنت لدى قسم كبير من المشتركين يوم امس الثلاثاء.
المصدر: الديار