إيلي يوسف العاقوري – الديار
نسمع في هذه الأيام من هنا وهناك كلاما كثيرا عن الرئيس العتيد مرجعتيه، انتمائه، مواصفاته، شخصيته، تمثيله الشعبي، علاقاته الدولية، علاقاته العربية حياده ورؤيته لهوية لبنان…
تصريحات نارية وتعليقات عديدة يمينا ويسارا وآراء متضاربة حول صورة هذا الرئيس والكل يحدد معايير الانتخاب ويفرض شروطه معتقدا أن الحلول تبدأ وتنتهي عنده والمضحك المبكي أن هذا الكل يظهر نفسه على انه المرجعية الوطنية الوحيدة التي تحدد هوية رئيس البلاد.
يطالعك كل يوم مسؤول غير مسؤول او رئيس حزب او تيار او أمير حرب او رجل دين او صحافي يحاضر بالعفة والوطنية والسيادة ويفسر مواد الدستور،حسب أهواء حزبه ويفند بنوده حسب مصلحة طائفته ويتحفنا بتفنناته اللا دستورية وارانبه المخصية ويفرض علينا رأيه ظانا أن ممر الرئاسة من عنده حصريا!!!
للأسف!
نحن نعيش في زمن كثرت فيه الكراهية والكيدية وقلت فيه المحبة بل تعاظمت الأنا والبلاد في خطر!
نحن نعيش في زمن تغلب فيه المصلحة الشخصية على مصلحة الوطن فتفاقمت التسويات والتغطيات وتعميات الحقائق «والتزبيطات» وتدوير الزوايا وال « مشيلي تمشيلك» والبلاد في مهب الريح!
نحن نعيش زمن هيمنة الرأي المرتهن على الرأي الحر والبلاد تحتضر!
نحن نعيش زمن اللا محاسبة فالقوي يستقوي بسلاحه والغبي بطائفته والعميل بمعلمه والسارق بحاكمه والفاسد بإستاذه والتسلط والعبثية تسير البلاد نحو الهاوية!
نحن نعيش زمن القضاء الغائب عن السمع والأمن المعطل والإدارة الفاسدة والمهترئة والشح النقدي والأخلاقي والأدبي والثقافي والتربوي… نعيش خارج الزمن!!!!
اذا أمام هذه الصورة السوداوية يأتيك من خرب الدنيا وسرق الماضي والحاضر وعاث في الأرض فسادا فارضا رأيه في اسم الرئيس العتيد ليسلب مستقبلنا الآتي وليكمل على ما تبقى من الجبنة!
من هنا نسأل
ما هو الممر الصحيح للرئاسة؟
هل إملاء الرأي من هنا وهناك في اسم الرئيس يعجل في انتخاب رئيس للجمهورية؟ ام يؤزم الوضع اكثر؟
هل المطلوب انتخاب أي رئيس لملء الفراغ فقط؟
ما هو دور الأحزاب المسيحية الكبيرة في صنع الرئيس؟
ما هو دور المرجعيات المسيحية في إنتاج رئيس للبلاد؟
هل سيظل اسم الرئيس المسيحي الوحيد في البلاد العربية في اياد خارج عن إرادة ابنائه؟
هل يقبل المسلمون ان ينتخب رئيس جمهورية مسيحي بغير إرادة المسيحيين؟ مع العلم ان صلاحيات هذا الرئيس بعد الطائف أصبحت محدودة!!
هل تجربة انتخاب رئيس ذو حيثية شعبية نجحت؟ ام انه ثمة من يريد رئيس اعزل « تعا تعا وروح روح»؟؟
مما لا شك فيه أن الرئيس الحالي هو زعيم اكبر حزب مسيحي وعند أنتخابه كان عنده حيثية شعبية من كافة الطوائف وكيف ان قسما من السياسيين اخصام وحتى حلفاء ومقربين منه وحتى من فريق عمله عملوا جهدا وجهارا ليل نهار ومن اول نهارعلى إفشال ولايته وعرقلة اي مشروع يمكن ان يكون إنجازا لعهده! وهذا دليل على ان المطلوب كان ولا يزال رئيسا صوريا ذات مواصفات باهتة لا طعم له ولا لون واذا كان قويا بقاعدته الشعبية نجاهد لإفشاله. ولست هنا في معرض عرض الإنجازات او الإخفاقات التي حصلت في هذا العهد إذ أنه هناك الكثير من القرارات الخاطئة اتخذت يتحمل مسؤوليتها الجميع.
وهنا أعود لأسأل هل يجوز لهذا المعطل الأكبر، كان من كان، ان يكون وصيا علينا في انتخاب رئيسا للدولة؟
بالله عليكم يا اصحاب الأحقاد الدفينة والتاريخ الأسود وانتم تعرفون انفسكم جيدا وإن كنتم لا تعرفون فالرب يدرك كل شيء وسيحاسبكم يوم الدين، دعوا اللبنانيين ينتقون خيرتهم ليمثلهم، دعوا الشباب يقررون مصيرهم ومستقبلهم هنا في ارض أجدادهم، دعوا الأطفال يحلمون بوطن لم نكن نحن الكبار أهلا لقيادته، دعوهم يكبرون بهدوء ويتنعمون بخيراته، دعوا كبارنا يهنأون في نهاية مشوارهم، دعوا الفلاحين ينشرون الخير في تلاله ووديانه، دعوا الراهب يسبح الرب من صومعته والشيخ يؤذن من مأذنته.
ولأن لرئاسة الجمهورية اللبنانية في وجدان كل انسان عربي مكانة خاصة وقيمة مضافة في هذا الشرق ولأن للرئيس المسيحي الوحيد في البلاد العربية نكهة خاصة، ادعو كل من يحب لبنان ويؤمن بدوره في هذه المنطقة أن يلعب دورا وطنيا جامعا ويعمل لبناء الإنسان ويحرص على خدمة الوطن والدفاع عنه .
اللبنانيون يحق لهم ان يكون لهم رئيسا يليق بهم وبمستقبل اولادهم وعلى قدر طموحات شبابهم وبمعاييرهم هم فقط!
لذلك ادعوهم أن يكونوا مواطنين حقيقيّين ويتمتعون بصفة الصلاح قولاً وفعلاً، ولأن الإستحقاق الرئاسي هو الأهم والأقرب في المرحلة القادمة عليهم ان يكونوا هم فقط الممر الأول والوحيد للرئاسة وانصحهم بأن لا يكثروا الطباخين كي لا تحترق الطبخة.