أكد رئيس الهيئة التنفيذية لحركة امل الدكتور مصطفى الفوعاني ان “حركة أمل مستمرة في حفظ هذا الوطن، وقد جعلنا من كل قسم يمينا فلا نحنث به وسنبقى دعاة حوار وتوافق ولن نفرط بتضحياتنا ولسنا من يجتر المواقف، بل المواقف تتحدث عن انجازات هذه الحركة وقائدها من عين البنية الى جنتا، ومن خلدة الى السادس من شباط الى دحر الاحتلال الصهيوني ومواجهة التطبيع، وصولا إلى الحفاظ على ثروة لبنان في بحره كما في حدوده البرية”.

وتابع “والرئيس نبيه بري مازال يرى أن ثمة من وضع شرطا تعجيزيا وهو دعوة ١٢٨ نائبا الى جلسة الحوار فيما تحفظ الاخر عن الطرح”، مشيراً الى ان “التراجع عن فكرة الحوار لا يعني نعي التوافق السياسي، وقد أعلن الرئيس انه سيكون هناك جلسة انتخابية كل أسبوع، وعلى الأطراف ان تتشاور خلال الفترة الفاصلة بين الجلسة والأخرى للوصول الى التوافق”.

وخلال ندوة فكرية عبر تطبيق zoom لمناسبة ذكرى شهادة السيدة الزهراء بعنوان “الزهراء ورسالة بناء المجتمع”، أشار الفوعاني الى ان “السيدة الزهراء عليها السلام تمثّل قيم الاسلام القرآني، وهذه القيم التي أكدها الامام القائد السيد موسى الصدر في مدينة صور بمناسبة شهادة السيدة الزهراء وتجديد القسم الثاني ١٩٧٤ والذي صادف يوم الخامس من أيار في أسبوع يوم العمل ويوم الشهداء”.

وتابع “الإنسان لا يمكن أن يحفظ كراماته ولا حرمه ولا عرضه ولا مقدسات دينه إلا بالعمل، وفي النهاية بالشهادة، أولئك الذين يفكرون بأن الوطن يحفظ بالصالونات أو بالتصريحات أو بالوعود أو بالاجتماعات في القصور، أولئك الذين يفكرون أن الحدود تحفظ بالوعود وبالكلمات، وأن الكرامات تصان بالألقاب والاجتماعات تكذبهم “فاطمة” ويكذبهم “محمد” ويقول: “يا فاطمة اعملي لنفسك فإني لا أغني عنك من الله شيئًا”.الوطن يحفظ بالجهاد. الكرامات تحفظ بالشهادة. الشأن والازدهار، والراحة تحصل من الشباب وتحمل المشاق”.

وقال “بعد اكثر من أربعين يوما على ذكرى القسم في بعلبك بمناسبة ذكرى اربعين الامام الحسين، وهذه هي انطلاقة حركة امل :إرث من ثورة كربلاء وعطاء لا محدود من نبع علوي فاطمي”، وقد اعتبر الامام الصدر: “ذكرى فاطمة الزهراء”، سيدة نساء العالمين، بضعة من رسول الله وبضعة من الإسلام، المجاهدة الشهيدة في سبيل الحق والايمان. وقد بلغت “فاطمة” هذا الشأن، لا لأنها بنت رسول الله، بل لأنها عملت، وجاهدت، وتحملت في سبيل الحق ما تحملت”.

وتابع “يقدم الامام مقارنة فيتأكد معها ان الحرمان واحد والغبن واحد والاهمال واحد، وان الدولة تتخلى بدافع من املاق وافلاس، وقرى الجنوب بحرمانها صنو البقاع وعكار والشمال، ويردد الامام قسمه كما فعل في بعلبك وكأنه يؤكد: لن نهدأ مادام في لبنان محروم واحد”.

واضاف “ها نحن في يوم ذكرى “فاطمة الزهراء”، نقف أمام القبلة، ونشهد الله على إيماننا والتزامنا بهذه المبادئ ونحلف هذا اليمين ونتجه للقبلة نحلف بالله العظيم أن نتابع مطالبتنا بحقوقنا المواطنية، وبحقوق جميع المحرومين، دون تردد، أو ضعف، أو مساومة، ولن نهدأ حتى لا يبقى محروم في لبنان، أو منطقة محرومة”.

واكد “اننا اليوم نلتزم بهذا الميثاق الديني المرتبط بشرفنا الإنساني، وبكرامتنا الوطنية، وسنحتفظ به أوفياء، حتى تتحقق الأهداف، نقسم بجمال لبنان وجباله، بجنوبه وشرقه وشماله، بشمسه لدى الغروب في البحر، وبإشراقتها المطلة من الجبل، نقسم بأمجاد تاريخه وبعطاء إنسانه وبالحب الذي ضم به أبناءه، نقسم بدماء الشهداء، بدموع الأيتام، بأنين الأمهات، بآلام الجرحى، بضياع المكتومين، بقلق الطلاب والمثقفين، بذعر الأطفال في الحدود، وبعزم المرابطين والمجاهدين وبتضحياتهم، بليالي الخائفين وبأيام البائسين، بالأفكار المهملة وبالكرامات المهدورة وبالجهود الضائعة. نقسم أن لا نوفر جهدًا لإحقاق الحق وإبطال الباطل، ومحاربة الطغيان، والنضال ضد أعداء الوطن والمواطن. والله على ما نقول شهيد”.

ورأى فوعاني ان “الإمام الصدر كان في تلك المرحلة يستشرف آفاق مرحلتنا الراهنة حيث الفراغ القاتل وغياب التوافق في ظل ما نعانيه من انهيارات وعلى مختلف الاصعدة ولاسيما الاجتماعية والاقتصادية والصحية، وهو الذي قال “لا نريد علوًا في الأرض ولا فسادًا، ولا نريد هدم البلد، بل نريد حفظ البلد، نريد انقاذ البلد من الزمرة التي تتحكم في هذا البلد، ونريد انقاذ البلد من الذين اعتبروا الوطن مزرعة، يسرقون وينهبون…”.

وختم الفوعاني بالتحية الى ابطال فلسطين المحتلة وإلى الذين آمنوا بوطن المقاومة وعاصمتها القدس الشريف”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *