رأى رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أن لبنان يمر اليوم في مرحلة خطيرة جداً، وهو ليس مأزوماً فقط، وإنما ينتقل الآن من مرحلة التأزّم إلى مرحلة الفوضى العارمة، لأن ما بين التأزّم والفوضى هناك التخبط، وهذا ما يعيشه لبنان الآن، حيث نرى أن هناك انفراط عملي للوزارات، والمؤسسات الحكومية ليست قادرة وعاجزة، والموظف الحكومي لا يستيطع أن يؤمن من خلال راتبه أدنى مقومات العيش، وهناك انفراط قضائي ودستوري، وخلافات طاحنة على أقل الأمور، فضلاً عن تراكم الخلافات النقاشات العقيمة.
كلام السيد صفي الدين جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لفقيد الجهاد والمقاومة الحاج عباس عبد الحسين ياسين (والد الشهيد محمد ياسين) في حسينية بلدة مجدل سلم الجنوبية، بحضور مسؤول منطقة جبل عامل الأولى في حزب الله الحاج عبد الله ناصر، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات البلدية والاختيارية والثقافية والاجتماعية، وحشد من الأهالي.
واعتبر السيد صفي الدين أنه من يريد أن يخرج من الحفرة العميقة التي بات فيها لبنان على المستوى الاقتصادي والمعيشي والحياتي والمالي والنقدي والسياسي والقضائي وكل شيء، عليه أن ينظر إلى الأعلى، ولكن بعض اللبنانيين ما زال مصراً أن ينظر إلى الأسفل، وإذا أراد الاستمرار بهذا النسق، فسوف تزداد الحفرة عمقاً، ويزداد البلد غرقاً، وهذا ما نفهمه من خلال الخطابات التعيسة والبغيضة للبعض، متسائلاً، هل الوقت الآن متاحاً لفتح نقاشات مذهبية وتاريخية عن كيفية تأسيس البلد ولمن تأسس، وهل الآن وقت الحديث عن تاريخ ليس ببال أحد الآن ولا يهم أحد وليس له أولوية على الإطلاق، فهذا دليل عقم، ودليل على أن هناك فئات في لبنان لم تستفد شيئاً من تاريخ الحرب الأهلية، ولم تقرأ تاريخ لبنان جيداً، وعليه، فإن الدعوة اليوم هي للاستفادة من كل ما يحصل للاسراع في عملية الانقاذ.
وأوضح السيد صفي الدين أنه إذا لم يسارع بعض اللبنانيين إلى ما يُعرض عليهم الآن، فسيأتي الوقت الآتي وهم غير قادرين على أن يحصلوا حتى على العرض الذي يعرض عليهم اليوم، وبالتالي على هؤلاء أن يستعجلوا اغتنام هذه الفرصة، والتأخير ليس لمصلحتهم على الإطلاق، لأنهم فاقدي لأوراق القوة التي يدّعون ويتخيلون أنهم يمتلكونها، ولكن في الحقيقة هم لا يمتلكونها.
ورأى السيد صفي الدين أن ما يحصل في المنطقة يدل بشكل واضح على أن الأمور تتبدل وتتغيّر، وكل هذه التبدلات لا تأتي صدفة، فهذا نتاج التعب والسهر والدم والعطاء، مشيراً إلى أنه حينما اعتقد الاميركي أنه باستهداف الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني كان بإمكانه أن يهدّأ المنطقة ويسيطر على كل شيء، يكتشف الآن أنه مخطئ، وأن دم حاج قاسم سليماني كان بعد استشهاده مباشرة وإلى اليوم أقوى من حضوره قبل أربع سنوات.
وأضاف السيد صفي الدين: إن الذي حصل في القدس والضفة الغربية يؤكد أن دماء حاج قاسم سليماني والحاج عماد مغنية والسيد عباس الموسوي والشيخ راغب والشهداء القادة المخلصين في فلسطين وكل شهدائنا، ما زالت تلاحقهم، والمقاومة اليوم في فلسطين هي أقوى من أي زمن مضى.
وشدد السيد صفي الدين على أنه في المتغيّرات والمعادلات الجديدة القادمة، هناك وجود لعنصر جديد وفاعل وقوي اسمه محور المقاومة، وبالتالي يجب على الأميركي والغرب وكل العالم أن يأخذوا بعين الاعتبار وجود هذا المحور، لا سيما وأن له تأثير في لبنان وفلسطين وفي كل المنطقة، وأما بعض الأدبيات اللبنانية التي تحتوي على المزايدات وتعبّر عن أنه ما لنا في فلسطين والقدس والمنطقة، فإننا نقول لمن يطلقها، ماذا يوجد للأميركي في لبنان وفلسطين كي يتدخل بهما، وماذا يوجد لإسرائيل في فلسطين ولبنان وسوريا التي تقوم بالاعتداء عليها كل بين الحين والآخر، فهذا منطق بائد وبائس، فحينما نواجه عدواً يقاتلنا ويلاحقنا في كل مكان، يجب أن نلاحقه ونلحق به الخسائر والهزائم في كل مكان.
وختم السيد صفي الدين بالقول: إن الذي يفهم ويقرأ جيداً، يحسن الاستفادة من المعادلات الجديدة، وحتى من يخالفنا ولا يقتنع بالمقاومة، نقول له “أيها الشريك اللبناني الذي تخالفنا ولا تقبل بهذا السلاح ولا بهذه المقاومة، تعال واستفد من هذا السلاح والمقاومة وقوة المعادلات الجديدة من أجل لبنان، ولا تستسلم ولا ترتهن لمن يريد للبنان الإذلال والفقر، وساهم كل المساهمة في إذلال البلد وإفقاره.