جويل بو يونس – الديار
فيما تتوجه الانظار الى جبهة رفح المتأرجحة بين حتمية العملية العسكرية بحسب التعبير الاسرائيلي والتحذيرات الاميركية المنبهة لخطورة هكذا خطوة وانعكاسها عزلة “لاسرائيل” عن العالم، بحسب التعبير الاميركي، برز تخفيف التصعيد على جبهة الجنوب المساندة لغزة والتي تراجعت حدة العمليات فيها، قابله جمود على جبهة الاستحقاق الرئاسي على كل المستويات.
جمود ترجم بشكل واضح مع اطفاء اللجنة الخماسية محركاتها راهنا تمشيا مع فترة الاعياد بحيث طارت غالبية اعضائها، كلّ الى بلاده لتمضية استراحة العيد على ان يواصلوا حراكهم مع بداية الشهر المقبل، يؤكد مصدر متابع لمجريات اللقاءات التي حصلت سابقا، ان حراك اللجنة ليس الا تمريرا للوقت لحين بلورة المشهد في المنطقة ومصير محاثات الدوحة والهدنة الطويلة الموعودة.
ويشرح المصدر بان اللقاءات الاخيرة التي عقدتها الخماسية سواء في الرابية مع الرئيس العماد ميشال عون او في معراب مع رئيس حزب القوات سمير جعجع او حتى مع بكركي رأس الكنيسة المارونية، لم تحقق اي خرق يذكر، لا بل سمع خلالها اعضاء الخماسية كلاما واضحا على ان الدستور لا ينص على حوار يسبق انتخاب الرئيس وان المطلوب فتح مجلس النواب بجلسات ودورات متتالية حتى انتخاب الرئيس وهكذا تسير اللعبة الديموقراطية”.
وفيما جزمت المعلومات من مصادر الخماسية بان لقاءات اللجنة ستشمل جميع الفرقاء ولن تستثني طرفا بعدما كانت سارت اجواء بان الخماسية لن تلتقي باسيل، كشفت اوساط مطلعة على جو الخماسية ان موعدا حدد لسفراء الخماسية لزيارة باسيل وبعده رئيس حزب الكتائب سامي الجميل.
على اي حال وعلى الرغم من كل اللقاءات التي تجريها الخماسية، تشير اوساط بارزة الى ان هذا الحراك لن يثمر رئيسا في المدى القريب، معتبرا ان الخماسية موحدة في الشكل لكنها منقسمة فيما بينها حول الاسماء ولو انها تحرص في كل مناسبة على التأكيد انها لا تتطرق في اجتماعاتها لاي اسم وتبقى في اطار البحث وتهيئة الارضية للتوافق على رئيس للجمهورية.
وفي بورصة الاسماء، وفي وقت قيل ان اسم العميد جورج خوري عاد ليتصدر المرشحين المخفيين للرئاسة، جزم مصدر موثوق به ان ما قيل عن عمل جار بين ميرنا الشالوحي وعين التينة وخلفهما قطر للبحث في امكان ترشيح خوري غير دقيق، ولو ان معلومات الديار تشير الى ان العلاقة على خط عين التينة – البياضة ليست مقطوعة لا بل هناك تواصل ورسائل تبعث من حين لاخر. وهنا يتوقف مصدر عند الرسالة التي بعث بها رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولو انها اتت من باب “المزاح ” عندما سئل عن تعليقه على بيان القوات ضده فرد ضاحكا محولا الكلام باتجاه ميرنا الشالوحي بالقول: “هلأ ناطر العونيين”.
و”لان نصف المزح بيكون جدّ”، يبدو ان شيئا ما يطبخ بين البرتقالي والاخضر، ولو على نار خفيفة، فرسالة بري بلغت آذان باسيل الذي رد بدوره بضحكة وبرسالة قرأ فيها مصدر متابع ايجابية باسيلية بعدما علق رئيس التيار ردا على سؤال للديار على قول الرئيس بري: “هلأ ناطر العونيين” بالقول ضاحكا ايضا “كمان انا ناطر الرئيس بري ليعمل اللي متفقين عليه”.
وهنا الاساس، فما الذي “اتفق” عليه بري وباسيل؟
فيما رفض المعنيان الافصاح عما يبحث في الكواليس، تشير اوساط بارزة الى ان خلف هذا الانتظار قد يكون اسم وسطي ثالث يعمل عليه لحظة تيّقن الثنائي الشيعي ان لا مفر من البحث في الخيار الثالث والذي يقال ان الرئيس بري بات مقتنعا به ولو انه يجزم بان هناك مرشحا اليوم يدعمه هو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. وفيما تؤكد الاوساط ان تخلي الثنائي عن فرنجية لن يحصل الا اذا اعلن فرنجية بلسانه انسحابه من السباق الرئاسي عندما يصل الى قناعة بان وصوله صعب في ظل الرفض المسيحي الذي يواجهه من اكبر الاحزاب المسيحية وعلى رأسها التيار والقوات والكتائب، تتحدث الاوساط عن ان اسم اللواء البيسري ليس مجرد اسم للتداول الاعلامي انما اسم جدّي يعمل عليه حتى من قبل بعض دول الخارج التي ترى في الرجل الامني رجلا يصلح لهذه المرحلة نظرا لعلاقاته الجدية مع مختلف الاطراف وحنكته بالتعاطي مع الملفات السياسية التي يبعد نفسه عنها تماما كما يفعل بالملف الرئاسي، اقله في الاعلام.
فهل يكون البيسري هو الخيار الثالث الذي سترسو عليه التسوية المقبلة؟ ولا سيما ان سليمان فرنجية المرشح القوي المتمسك به الثنائي الشيعي يلاقي رفضا مسيحيا حتى اللحظة، كما ان قائد الجيش جوزيف عون المرغوب من بعض الخارج يلاقي اسمه عدم حماسة لدى بعض الداخل وابرزهم حزب الله؟ او ان مشهد التسويات المقبلة عليها المنطقة ومن ضمنها لبنان حكما سيعيد الكرة الرئاسية مرة جديدة الى ملعب حزب الله، الذي سيفرض فرنجية رئيسا في ظل بدء الانفتاح الخليجي عليه والذي اطلت اولى اشاراته من باب الامارات؟