في تطوّر أمني شديد الحساسية، كُشف عن عملية استباقية نفّذها الأمن العام لإحباط مخطّط تفجيرات متزامنة كانت تستهدف العاصمة بيروت أثناء إحياء الذكرى الأولى لاغتيال الأمين العام الأسبق لحزب الله السيد حسن نصرالله، بينها موقع المرقد والمدينة الرياضية.
وتبين إنه بدأ العمل في الأيام الماضية تفكيك شبكة منظّمة تمتد خيوطها من لبنان إلى أوروبا وتعمل بتنسيق خارجي محكم، وكانت تنوي على تفجيرات وعمليات اغتيال غير اعتيادية.
ما القصة؟
في التفاصيل، أفادت قناة «الجديد» أنّ عناصر «الأمن العام» أوقفوا رجلًا سوريًا يحمل الجنسية الأوكرانية، وضُبطت بحوزته عبوة ناسفة مخبّأة داخل بطارية، كان يعتزم وضعها في دراجة نارية تُستخدم كوسيلة تفجير عن بُعد.
لكن هذه ليست كل القصة، إذ بيّنت التحقيقات اللاحقة وجود شبكة منظّمة تعمل بتوجيه مباشر من مُشغّلين خارج لبنان، ومع تتبّع الاتصالات توصّل المحقّقون إلى سيارة مُعدّة للتفخيخ جُهّزت خصيصًا لتحميل كميات كبيرة من المتفجّرات، عُثر عليها في البترون وكانت مخبّأة تمهيدًا لاستخدامها في الهجوم.
عليه، تحرّكت قوة من «الأمن العام» ونفّذت مداهمات متزامنة في عرمون وخلدة ودوحة الحُص، أسفرت عن توقيف عدد من المشتبه فيهم من الجنسيات اللبنانية والسورية والفلسطينية.
ما علاقة الموساد؟
وأكّدت مصادر أمنية لـ«الجديد» أنّ عدد الموقوفين بلغ أربعة أشخاص، أقرّ بعضهم بارتباطهم المباشر بـ«الموساد» الإسرائيلي وبنقل معلومات حسّاسة تتعلق بعدة عمليات وأحداث شهدها لبنان في الفترة الأخيرة.
تَبلور في التحقيقات أنّ «العقل المُدبّر» شخص أجنبي يُدعى «مارتين» يقيم في ألمانيا ويتنقّل بين دول أوروبية، وهو المُشغّل الأساسي الذي تواصل مع عناصر الشبكة عبر تطبيقات مُشفّرة وبـ«أسلوب الخلايا المعزولة»، بحيث لا يعرف أحدهم الآخر، علما إن الملف ما زال مفتوحًا والتحقيقات متواصلة لكشف كامل علاقات الشبكة وارتباطاتها الخارجية.
مشاركون في الذكرى الأولى لاغتيال نصرالله
سيناريو الـ«بيجر» من جديد وعملية اغتيال؟
من جهتها، أوضحت مصادر أمنية لصحيفة «الجريدة» الكويتية أنّه خلال عمليات التوقيف تمّ ضبط بطاريات دراجات نارية مُفخّخة كان يمكن نثرها بشكل عشوائي لتنفجر في أي منطقة «كتكرار لسيناريو تفجيرات البيجر»، مع الإشارة إلى أنّ من بين الأهداف المحتملة «مدفن الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله»، وأنّ التحقيقات مستمرة لكشف الملابسات التقنية وتحديد كيفية تفخيخ هذه البطاريات والمواقع التي كان يمكن استهدافها.
أكثر من ذلك، قالت مصادر أمنية لموقع «ليبانون ديبايت» أن إحدى حلقات الهجوم العدواني كانت تجهيز سيارة «لحمل مدفع رشاش آلي يمكن إخفاؤه والتحكم به عبر روبوت يُوجَّه لاسلكياً عن طريق الأقمار الاصطناعية»، وذلك لاغتيال «شخصية إقليمية» على غرار اغتيال العلماء النوويين في حرب حزيران الفائت.
ومن المعلوم، أن الشخصية التي حضرت الذكرى الأولى هي أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني.

































































