محمد علي جابر
يشهد لبنان مرحلة دقيقة تُنذر بتطورات خطيرة، في ظل تصاعد الحرب النفسية والتهويل الإعلامي الذي يرافقه تصعيد ميداني معادٍ، ما يطرح علامات استفهام حول ما تريده واشنطن وتل أبيب من بيروت.
الهدف هو *دفع لبنان نحو الاستسلام والتنازل*، من خلال فرض شروط تتعلق بسحب السلاح ، والإبقاء على الاحتلال في *التلال الخمسة والنقاط المستحدثة*، و*منع إعادة الإعمار*، ما يشكّل ضغطًا مزدوجًا سياسيًا وميدانيًا.
في المقابل، تترافق هذه الضغوط مع *تصعيد سياسي داخلي*، تحركه أياد خارجية ، والتي بدأت *توجيه السهام إلى الرئيس نبيه بري*، نتيجة تمسكه برفض *التفاوض المباشر مع العدو*، وسعيه إلى تدوير الزوايا للحفاظ على وحدة الصف وانتظام عمل المؤسسات الدستورية.
الجنوب يبقى في قلب العاصفة، مع تصعيد يستهدف *مقومات الحياة الاقتصادية*، وإشاعة *حالة من القلق والهلع* بين المواطنين، عبر الضربات المتفرقة، والإعتداءات المتكررة.
رغم ذلك، فإن كل المؤشرات تشير إلى أن *الحرب الشاملة لن تندلع*، طالما أن المقاومة *تتحلّى بالصبر الاستراتيجي*، ليس خوفًا، بل تفاديًا لمنح العدو ذريعة لتنفيذ مخططاته، وتجنبًا لتدهور الأوضاع نحو سيناريوهات أكثر دمويّة .
الرهان يبقى على *الموقف اللبناني الموحّد*، وضرورة تفعيل *الضغط الدولي* على إسرائيل لوقف اعتداءاتها، وتثبيت وقف إطلاق النار، وصولًا إلى *حلّ سياسي نهائي* يشمل الترسيم الكامل للحدود، وانسحاب العدو، وتحرير الأسرى.

































































