كتب الحاج كمال زين الدين – رئيس جمعية شمران.
ليس سهلاً أن تبقى في قلب العاصفة دون أن تنكسر، ولا أن تمسك خيوط الوطن حين تتشابك الأيدي وتضيع البوصلة. لكن الرئيس بري فعلها، لا بالشعارات، بل بثبات الرجل الذي يعرف أن لبنان لا يُصان إلا بالعقل قبل العاطفة، وبالحوار قبل الصدام.
منذ عقود، يقف على خط التوازن، يُمسك بميزان الدولة بحكمة القائد الذي يرى ما وراء اللحظة، فيُهدّئ نزاعًا هنا، ويُرمّم شرخًا هناك، وكأنه خُلق ليكون صمام الأمان في وطن أرهقته التجاذبات.
هو رجل جمع في شخصه صلابة الجبل وحنوّ البحر، يسمع قبل أن يَحكم، ويتقدّم حين يتراجع الآخرون، لأن في قلبه إيمانًا عميقًا أن لبنان يستحق أن يُعاش، لا أن يُستنزف.
هو ليس مجرّد رئيس لمجلس، بل ذاكرة وطن تمشي على قدميها؛ حفظ العهود، ورعى الوفاق، وسهَر على بقاء الدولة واقفة حين كانت تنهار من حولها الأركان.
ومن يقرأ سيرة هذا الرجل، يدرك أنه ليس فقط صانع توازن، بل حارس لوحدة وطن يعرف كيف ينهض من رماده كل مرة.
































































