رأى رئيس الهيئة التنفيذية في حركة “أمل” مصطفى الفوعاني أن “اليوم يصادف ذكرى اعتصام الامام السيد موسى الصدر في مسجد الصفا في بيروت العام 1975، هذا الامام الذي أدرك باكرا خطورة ما يحضر لهذا البلد، واعتصم يومها لأجل وحدتنا، وتضافر جهودنا، لاجل سلمنا الاهلي، الذي اعتبره السلاح الافعل لمواجهة المؤامرات التي تحاك، وقد تجاوبت الدولة آنذاك وتبنت مطالب المحرومين والفقراء فانتصر الإمام بالكلمة -الموقف مانعا اي اعتداء، مطلقا صرخته في ضمير الاحرار: كل طلقة تطلق على القاع ودير الأحمر تطلق على بيتي ومحرابي وأولادي وعمامتي، وكان رؤية استراتيجية وجودية تنطلق وتولد في عين البنية فتنطلق المقاومة في 5 تموز العام 1975 ويؤكد الإمام الصدر أن للسلاح وجهة واحدة:العدو الصهيوني”.
وأضاف خلال احتفال تابيني في الهرمل، في حضور فاعليات محلية: “اليوم نعيش أحلك الظروف وعلينا تغليب الوحدة لمعالجة كل أزمة تواجهنا ولم يعد تجدي المناكفات السياسية، فالوطن يعيش أخطر المراحل وانهياره سيكون علينا جميعا، ما لم نتدارك الامور”.
وقال: “نحن على بعد أيام من يوم شهيد أمل أن الخطر الاسرائيلي وأطماعه ما زالت وبصورة اشد خطرا بخاصة وان عرابي صفقة القرن دخلوا مرحلة تنفيذ صفقتهم لتصفية قضيتنا المركزية وتوسيع الاستيطان والاطاحة بحق العودة ومع كل اسف مقابل حفنة من الدولارات المدفوعة من بعض الحكام الذين ومن المفروض ان يقفوا سدا في وجه هذه الصفقة، ولكننا نؤكد وللمرة الالف أن ما عجزتم عنه في حروبكم لن تنالوه بالتحايل وتواطؤ البعض الذي يستثمر بمشاريع فتنة متنقلة، ومن هنا وجوب لقاء عربي-عربي وعربي -إسلامي والوقوف سدا منيعا لإحباط هذه المحاولات اليائسة”.
ورأى الفوعاني أن “الرئيس نبيه بري كعادته أعاد رسم خطة إنقاذ وطنية، وعلى كل المستويات وفي كلامه امتم قيادة حركة امل يوم الاربعاء المنصرم، وفي كل مواقفه إجهاض لكل مؤامرات استهداف الوطن، وتحصين منعته”.
واضاف: “نحن نعيش اليوم ظرفا مشابها للعام 1982، يراد منه إسقاط لبنان وإخضاعه وإجتياحه بأسلحة مختلفة ناعمة الملمس، لكن في طياتها تخفي الموت، إن لبنان أمام تحد وجودي، وحجر الزاوية لانقاذه رهن تعاون جميع القوى السياسية وعلى وعيهم أهمية التزامهم الحوار سبيلا وحيدا، ونأمل أن تتم قراءته جيدا لتفويت المؤامرة الاصعب مع دخول قانون قيصر حيز التنفيذ ولا يظنن احد ان هذا القانون يستهدف سوريا فقط انما استهداف لكل محور الممانعة ولشعوبها، من هنا لا بد لنا من التأكيد أننا نقف الى جانب سوريا، وسنتجاوز هذه المؤامرة كما تجاوزنا كل المؤامرات وانتصرنا في كل الحروب وهذا موقف اساسي لحركة امل: لبنان المترنح تحت وطأة أزمات اقتصادية ومالية ومعيشية وانقسام معقد ربما يراد له أن يكون حجر الدومينو الثاني الذي يسقط بهذا القانون. إن موقفنا المبدئي في حركة أمل حيال هذا القانون هو موقف الحليف الوفي لمن وقف الى جانب لبنان ومقاومته يوم عز الوقوف”.
ودعا الى “التكافل الجماعي من أجل مواجهة الازمة الاقتصادية الراهنة نتيجة تفلت سعر الدولار والغلاء الفاحش ومع كل أسف شاهدنا اليوم عملية إذلال ثانية بعد المصارف جاءت أمام الافران لشراء رغيف الخبز الذي كان هم الفقراء فتغدو سلعة لدى تجار الأزمات الاقتصادية، من هنا لا بد للحكومة العتيدة من الاسراع في وضع حد لازمة الرغيف، لان ثورة الرغيف ان حصلت لا يمكن لاحد أن يطفئها ولا بد من ايجاد حلول سريعة والانطلاق بورشة افعال بعيدا من التلهي بالمناكفات، فالوقت يمر والناس دخلت خطر الجوع ولا بد لنا جميعا من مقاومة الانهيار ولنتذكر قول الإمام الصدر:الحرمان أرضية الانفجار”.
وختم الفوعاني بالدعوة الى “التلاقي وتشغيل محركات التواصل ولندع خلافاتنا جانبا، وليكن همنا اليوم انساننا الذي عانى ما عانى على كل المستويات المعيشية والاجتماعية والصحية وكان هذا الانسان صبورا، وأعطى لنا الفرص وليكن معلوما أن صبر الناس نفد، والسياسيون امام فرصة أخيرة، فتعاونوا وتوحدا وكونوا مسؤولين أمام الناس والفقراء لا عنهم، وأعيدوا للناس الثقة بدولتهم، ابتعدوا عن كل خطابات الشرذمة، والمناطقية، والطائفية فكل صوت يروج للفتنة بين أبناء الوطن الواحد وأبناء الدين الواحد، هو صوت عبري ولو نطق بلغة الضاد وملعون من يوقظ الفتنة”.
وأكد “ثوابت حركة أمل بضرورة قيام الحكومة بسلسلة خطوات تخفف الوجع، وتضرب بيد من قانون على الذين استسهلوا النيل من الكرامات، عبر جشع متوحش، يمارسونه إرضاء لذواتهم المريضة، هذا شعب لبنان المقاوم الذي رسم معالم الحياة ولم تسقطها كل المحطات التأمرية بل خرج أشد قوة ومنعة”.
واختتم الاحتفال بمجلس عزاء حسيني تلاه الشيخ إبراهيم مخ.