“نأسف في يوم عيد الأضحى ألا يكون الجميع مجتمعاً في بيوت الله لتأدية صلاة العيد جماعة متراحمين متحابين فيما بينهم ليعكسوا روح السلام الى كل الوطن، ومن المؤسف أن يأتي العيد ونحن نعيش في وضع التباعد بسبب جائحة كورونا التي أبعدت الناس عن بعضهم البعض، فلا يمكن أن نمر على هذه المناسبة دون ان نستذكر اللحظات الطيبة التي كانت تجمعنا كمسلمين ومسيحيين في وطن واحد والذي يشكل فيه العيد نقطة التقاء بين اللبنانيين وما أحوجنا الى هذه اللحظات التي كانت عنواناً من عناوين لبنان الذي نفتخر ونعتز به”.
إنّ الإستهتار بهذه الجائحة يشكل خطرا على الجميع ولا بد من التعاطي مع المسألة بحس المسؤولية والتعاون من أجل تجاوز هذه الأزمة الخطيرة.
وأضاف، أن الوطن يعيش بظروف اقتصادية صعبة فلا يجوز الإستغلال والإحتكار والإبتزاز، إذ هناك من يستغل الظرف ويحرم الناس من سلعهم وهؤلاء هم تجار يجب أن يحاسبوا بكل المعايير.
إنّ المجتمع كله مسؤول عن حفظ امنه الإجتماعي والإقتصادي، ولا يمكن القول أن هذه فرصة سانحة لمقايضة الناس على وجعهم في هذه الظروف، بل لا بد من لغة التراحم، وكما على الأفراد مسؤولية هناك أيضاً على الدولة مسؤوليات من اجل حفظ حقوق الناس فلا يجوز التراخي بل عليهم تأدية واجبهم الوطني وإيصال حقوق الناس اليهم ومنع المحتكرين من عملهم ومحاسبة المستغلين والمتلاعبين بغذاء الناس وحياتهم اليومية.
إنّ الوطن بني على أسس وطنية لا يمكن الإستغناء عنها فالعيش المشترك هو سمته ويجب منع الإصطفافات الطائفية وأخذ البلد نحو المشاحنات المذهبية والطائفية بل يجب تعزيز اللغة الجامعة بين الأديان خصوصاً من قبل علماء الدين في وطن عادل فيه جهاز رقابة فاعل وجهاز محاسبة لكل من يخالف القوانين، كما أن لغة الحوار مطلوبة للخروج من كل الأزمات وقيامة لبنان لا يمكن أن تقوم دون الحوار وأن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه كما قال الإمام موسى الصدر.
لبنان بحاجة الى حماية داخلية وخارجية والمطلوب أن تكون الأجهزة الأمنية على أهبة الإستعداد لمواجهة كل من يحاول العبث بأمن لبنان الداخلي، متطرقاً الى إنتهاكات العدو الاسرائيلية الشبه يومية، لافتاً الى أهمية استعداد السيادة اللبنانية لمواجهة هذه الإعتداءات فالسيادة اللبنانية من اولوية الأوليات وأن يكون لبنان صفاً واحداً جيشاً وشعباً ومقاومة من أجل حماية أرضه، كما حفظ سلمه الداخلي.
لبنان يشكل منظومة متكاملة مع محيطه العربي وهو جزء أساسي من الجامعة العربية وإن كان عليها الأخذ بدورها الجامع بين الدول العربية لا أن تكون نقطة انقسام بينهم، آملاً إعادة النظر في طريقة التعاطي مع الدول العربية وأن يكون المفصل الاساس هو فلسطين والقدس وبدل الإنشغال في الخلافات العربية العربية أن يكونوا منصبين باتجاه العدو الإسرائيلي الذي يشكل حالة قلق دائم في عالمنا العربي.
إنّ فلسطين أحوج ما تكون الى التضامن العربي العربي والعربي الاسلامي في مواجهة العدو الذي يتحدى إرادتنا، “ستبقى القدس وفلسطين من الأولويات ولن نتخلى عنها مهما كانت الظروف..ونحن نتطلع الى غد مشرق”.